كشف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في حوار حصري مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يضغط على رؤساء الحكومات الأوروبية ال27 المكونة للاتحاد الأوروبي، لقبول شروطه بشأن تحديد مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل في غضون أسبوعين. وأشار توسك -الذي سيترأس قمة بروكسل في 17 ديسمبر الحالي- إلى أن كاميرون على عجلة من أمره لتسوية القضايا الشائكة بشأن مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل أعياد الميلاد. وأضاف أنه اتفق شخصيا مع كاميرون على السعي لاختتام مفاوضات بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل عيد الميلاد وأنه سيساعده في ذلك، بيد أنه أعرب أيضا عن تحفظات بشأن التفاوض المثير للقلق حيث لا تزال ثمة قضايا رئيسية ومعقدة في قائمة المطالب البريطانية عالقة إلى حد بعيد. وتابع "في الواقع، كان رأي كاميرون الشخصي ورأيي أن ديسمبر كان ولا يزال أفضل من فبراير"، في إشارة إلى موعد اثنتين من القمم الأوروبية المقبلة. وأوضح "إذا كان كاميرون على استعداد للمخاطرة، سأكون مفيدا في هذا الشأن.. غير أنه بعد ذلك سيكون الأمر من مسؤوليته.. إذا كان كاميرون واثقا من أن ديسمبر أفضل بالنسبة له فيما يتعلق بالجهة المنظمة للاستفتاء، سأساعده في هذا الشأن وأنا على استعداد لإقناع مسؤولي الاتحاد الأوروبي". ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يتبق سوى أيام أمام توسك لاتخاذ قرار بشأن المهلة النهائية لبريطانيا على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي قبل رأس السنة الميلادية الجديدة في بروكسل يومي 17 و18 من شهر ديسمبر الجاري، مع تطلع للبت في هذه القضية خلال الاجتماع.. مشيرة إلى أن مساعد توسك على اتصال يومي مع الحكومة البريطانية لتحديد ما إذا كان سيتم إرسال نص التسوية المقترحة إلى قادة أوروبا. وقالت الصحيفة البريطانية إنه من المقرر أن يتحدث كاميرون وتوسك هاتفيا صباح غد الخميس عندما يكون من المحتمل أن يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن التوقيت.. مضيفة أنه بينما لا يتم تحديد موعد نهائي رسمي لهذا القرار، إلا أن ثمة حكومات أخرى تحتاج 10 أيام على الأقل لدراسة نص التسوية المقترحة، التي من المقرر أن ترسلها لندن إلى مكتب توسك، ومن ثم تصل إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، غير أن رئيس الاتحاد الأوروبي لم يتلق أية وثائق حتى الآن من المملكة المتحدة. وفي السياق ذاته، أشار توسك إلى أنه لم يحصل على المسودة النهائية ومن المستحيل إعداد هذه الوثيقة لشهر ديسمبر، واستدرك قائلا إنه "إذا قررت أنا وكاميرون أن الوقت كاف لصياغتها، سنجازف". وأكد "أن الأولوية السياسية الأولى واضحة وهي مساعدة كاميرون للفوز في الاستفتاء.. وهو ما يعني أنني حقا أتعاون معه بشكل وثيق للغاية أيضا عندما يتعلق الأمر بمسألة التوقيت.. ليس لدي أي شك أنه ينبغي أن يكون الهدف الأول هو الإبقاء على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".