قال الدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه الدولي ورئيس جامعة المنوفية الأسبق أن سد الالفية العظيم الذي تعتزم اثيوبيا بناؤه علي النيل الازرق سيؤدي إلي انخفاض كميات المياه التي يتم تخزينها في بحيرة ناصر من 120 مليار متر مكعب إلي 75 مليارا فقط بعد اكتمال إنشائه مباشرة، وانخفاض طاقة توليد الكهرباء من السد العالي وقناطر إسنا ونجع حمادي بمعدل 20٪. وأكد شحاتة أن السد الإثيوبي يهدد بتوقف زراعة مليون فدان من الأراضي الزراعية الحالية في الوادي والدلتا وتشريد 5 ملايين مواطن يعتمدون علي زراعة هذه المساحات بحسب صحيفة المصري اليوم. وأوضح أن السد الجديد المزمع إقامته في إثيوبيا يخزن 62 مليار متر مكعب من إجمالي 71 مليار متر مكعب من المياه الواردة إلي مصر من أنهار النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، مؤكداً أنه عند اكتمال إنشاء السد ستصبح إثيوبيا قادرة علي التحكم الاستراتيجي في وصول مياه الفيضان إلي مصر. كما طالب خبير المياه الدولي وزارة الموارد المائية والري بإجراء دراسة فورية علي جيولوجية حوض النيل الأزرق تمهيداً لاعداد نماذج رياضية حديثة ودراسات تنبؤ لمعرفة مستقبل المياه في الحوض وتحديد مواقع السدود الاثيوبية المزمع تنفيذها علي النيل الأزرق خاصة سد الألفية العظيم. وقال "نستهدف من هذه الدراسات تحديد الآثار السلبية لكل سد علي حصة مصر من مياه النيل الواردة من الهضبة الإثيوبية، حتي لا نفاجأ دائماً بأن إثيوبيا تنشئ سدوداً لا نعلم عنها شيئاً"، مشيراً إلي أن استمرار إثيوبيا في تحديها لمصالح مصر والسودان سيؤدي إلي إلحاق الضرر الفعلي بالمجري الرئيسي لنهر النيل. وحذر شحاتة من أن الاستمرار في السياسة الحالية لأديس أبابا ستؤدي إلي إلحاق أضرار بالغة في العلاقات بين البلدين رغم حرص مصر علي تفعيل التعاون المشترك مع إثيوبيا، موضحاً أن انخفاض كميات المياه الواردة سيؤدي أيضاً إلي احتمال تداخل مياه البحر المتوسط مع مياه الخزان الجوفي في شمال الدلتا، وارتفاع معدلات ملوحة المياه الجوفية المتجددة، وملوحة التربة وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية. واتهم مغاوري شحاتة إثيوبيا بتحريض دول المنابع الاستوائية ضد مصر والسودان وطالب مسؤولي ملف المياه بالتحرك الفوري تجاه أديس أبابا واللجوء إلي مجموعات الضغط والمنظمات الدولية المعنية بالبيئة حتي يلتفت العالم إلي الآثار البيئية المتوقعة لإقامة السدود الإثيوبية سواء علي البيئة النباتية أو السمكية.