ولد ايفان اليكسيفتش بونين في أكتوبر عام 1870 بمدينة فورونيج في اسرة نبلاء ينتمي اليها الشاعر فاسيلي جوكوفسكي والشاعرة آنا بونينا، وقد تركت اسرة بونين المدينة والاقامة في اوريول حيث كانت توجد آخر ضيعة للأسرة، وهناك استمع ايفان إلي حكايات واغاني الفلاحين وتشبع بحب الريف الروسي كان الصبي بونين يقضي طوال يومه في القري المجاورة ويرعي الماشية مع الصبيان من ابناء الفلاحين وربطته اواصر الصداقة مع بعضهم، ووصف بونين هذه الفترة من حياته في رواية 'حياة ارسينييف' التي تمثل سيرته الذاتية، وفي سن مبكر تكشف تعامله الأدبي مع الحياة والذي تجسد في القدرة علي تصوير الناس عبر الايماءات والحركات إذ كان محدثا موهوبا منذ ذلك الوقت، ونظم أول قصيدة له في سن الثامنة. التحق بالمدرسة في مدينة يليتس، ولكن لم يختتم بونين تعليمه في المدرسة وواصل التعليم لاحقا بصورة مستقلة تحت اشراف شقيقه يولي اليكسييفتش الاستاذ في الجامعة، وبدأ العمل في صحيفة اورلوفسكي فيستنيك ونشر فيها قصصه واشعاره ومقالاته في النقد الأدبي وخصص له عمود دائم في الصحيفة. شهدت بداية التسعينيات مرحلة جديدة من حياة بونين حيث قام برحلات كثيرة في أوروبا وبلدان أفريقيا والشرق الاوسط التي تركت فيه انطباعات شديدة تجسدت في قصصه التي لقيت اقبالا كبيرا لدي القراء ولمع اسمه بصفته من احسن كتاب روسيا في تلك الفترة، وفي مطلع عام 1901 نشر ديوانه سقوط اوراق الشجر الذي اثار صدي كبيرا لدي النقاد، ومنح بونين جائزة بوشكين التي تقدمها أكاديمية العلوم الروسية إلي الأدباء والمبدعين سنويا. تعرف بونين في موسكو علي زوجته فيرا مورمتسيفا التي رافقته في جولته في مصر وسوريا وفلسطين، وفي هذه الفترة نشر قصصه التي يتحدث فيها عن انطباعاته حول الشرق، ونظم ايامذاك قصائده الشهيرة ذات الموضوع الإسلامي ليلة القدر والهجرة امرؤ القيس والبدوي و القافلة وكذلك قصصه معبد الشمس و بحر الآلهة وظل الطير، وقد اتسمت اعماله النثرية بعد هذه الجولة بصبغة جديدة تشيع فيها التلاوين الصارخة وكأنها لوحات زيتية، وقد منحته أكاديمية العلوم الروسية جائزة بوشكين الثانية في عام 1909 لقاء قصة ظل الطير وغيرها التي صدرت في تلك الفترة ولترجمته اسعار بايرون إلي اللغة الروسية، وانتخب بونين في العام نفسه لنيل لقب أكاديمي شرف. منح بونين جائزة نوبل لقاء روايته حياة ارسينييف واعمال اخري، وكان اول كاتب روسي يحصل علي هذه الجائزة، وفي الاعوام الاخيرة من حياته مرض كثيرا وكتب مذكراته وبدأ بتأليف كتاب عن تشيخوف لكنه لم يتمه.