ما حدث مع الدكتور البرادعي أحبطني وأشعر بمرارة في حلقي لم أشعر بها منذ فترة طويلة .. كيف يتعامل المصريون مع أحد أبناء وطنهم بهذه الطريقة المخزية؟؟؟ الدكتور البرادعي هو أحد القامات في العالم كله و ليس في مصر فقط بدء حياته باستقالة من وزارة الخارجية مع الوزير السابق إسماعيل فهمي اعتراضا علي اتفاقية كامب ديفيد و تدرج حتي وصل لمنصب رفيع المستوي في الأممالمتحدة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية و ناضل بكل الطرق الممكنة لمنع غزو العراق و نجح في سحب الشرعية من هذا الغزو عندما رفض مجلس الأمن إعطاء الموافقة علي هذا الغزو بناء علي تقرير الوكالة التي كان وقتها الدكتور البرادعي هو رئيسها وقف مرة أخري في وجه أمريكا لمنع غزو إيران و نتج عن ذلك منحة جائزة نوبل للسلام تبرع بكامل نصيبه منها لدور الأيتام في مصر .. بعد خروجه من الوكالة الدولية عاد إلي مصر و نظم صفوف المعارضة في مواجه النظام و كان أول من أعترف بحق الإخوان المسلمون في المشاركة السياسية باعتبارهم أحد أهم قطاعات المجتمع المصري ، و كان الاعتراف بالإخوان في ذلك الوقت خط أحمر لا يقبل به النظام أبدا ولم يجرؤ أي قطاع من المعارضة من التعدي علي ذلك الخط الأحمر تنبأ بنزول الآلاف إلي الشوارع و قوبل بالاستهزاء و الحرب القذرة عليه و علي أسرته و تحققت نبوءته بعد أقل من عام وقامت مصر بأول ثورة حقيقية في تاريخها .. وتكون مكافأة هذا الرجل إلقاءه بالحجارة .. هل هذا يعقل من مجتمع يتطلع أبناءه لنقله إلي مصاف الدول المتحضرة؟؟؟ وعلي الرغم من الثورة .. و المناداة بالديمقراطية .. و علي الرغم من إختلافي مع الدكتور محمد البرادعي .. و اتفاقي معه في كل ما يدعو إليه و اعتباره الوحيد الذي ضم تحت لوائه ائتلاف التغيير .. إلا أنني أري الرجل لا يستحق إلا الشكر و الثناء لكونه المتسبب لأول مرة في جلوس جميع تيارات المعارضه علي طاولة واحدة لمناقشة حلم التغيير .. و قد كان التوقيع علي بيان التغيير المسمار الأول في نعش الطاغية وقد سبق الثورة حين كان النظام في أوج سطوته وفي ظل أمن الدولة .. فهل يليق بشخصية دولية ومحترمة كشخصية البرادعي في دولة شبت عن طوق الظالمين حديثا ان يكون هذا هو سلوكها تجاهه .. هل هذا هو رد فعل المصريين عند اختلاف الرأي .. إذن فنحن شعب غير مؤهل للديمقراطية كما قال عمر سليمان وأحمد نظيف ولن يستقيم معنا إلا شخص في حكمة ونزاهة حسني مبارك وحبيب العادلي .. فما اكثر الجهلاء في هذا الوطن لرجل يحترمه العالم اجمع له ثقله حصل علي عدد كبير من الجوائز العالمية رجل شريف لايريد شهرة ولامال كل ما يريده وخدمة وطنه .. اول من وقف في وجه الا مبارك .. رجل يريد ان يرفع اسم مصر عاليا ويعلو من شان الفقراء فيه وهم يهاجموه .. رجل حاربته أمريكا عندما وقف أمامهم من اجل العراق .. رجل حاربته اسرائيل وقالوا انه خطر علي امن إسرائيل .. ايها الجهلاء لو كان لكم عقول لانتبهتم لحظة لكل هذا او قرأتم بدلا من ان تكونوا مثل الببغاء ترددون مالا تفقهون ''''أعتذر لك سيدي''' علي جهل هؤلاء البلهاء فهم افراز لنظام ظل يربي الجهل فيهم أربعون عاما .. انها الغوغاء التي لاتفرق بين من يعطيهم من ماله وبين من يسلبهم ابسط حقوقهم .. انه الذكاء عندما يركب عقول جوفاء الا من تصرفات القطيع .. ثم نقول ان الشعب المصري تغير .. اولي بهم الذهاب الي شرم الشيخ لمطاردة الطاغية الذي كان يردد دائما .. دع الشعب ينبح طالما لايعض واذا فكر في العض فله العصا .. للاسف هناك من ينسي او طاله فيروس الغباء يبدو ان الزهايمر قد اصاب البعض ولم يفلح العلاج .. و للاسف لو تعقلون أو تفقهون لما خرج جزء كبير من الشعب ليصوت بنعم خوفا علي المادة الثانية الغير مفعلة وآخرون بلا خوفا من الاخوان المنافقين فهؤلاء مسلمين ومسيحيون لا يحبون هذا الوطن .. انتم تستحقون اللامبارك ونظامه والإخوان المنافقون لتعيشوا الارهاب الديني وسطحية الفكر وتنساقوا وراء الجهل وترفضوا رجلا يدعوا للبناء والعلم .. انتم لا تستحقوا الا من يخدعوكم ويتآمرون عليكم تحت ستار الدين .. هذا الموضوع لا يجب أن يعبر سدي و لا بد من التحقق و التحقيق فيه، لمعرفة الجناة، و طبيعتهم، و انتماءاتهم، و توجهاتهم، و من ورائهم، و عار علي الداخلية و الجيش إذا لم يتم ملاحقة هؤلاء البلطجية، و كنا نظن أن هذا العصر انتهي، و نحن الآن نبدأ عصرا جديدا، و لكن مازال السم موجودا داخل العسل، و يجب تصفيته و تكريره، فنحن الآن علي أعتاب عصر جديد، عصر النهضة و الحرية و العدل و المساواة و العمل و الاخاء و الصدق و حسن الخلق و الحوار، و صناديق الاقتراع هي الفيصل في كل شيء، لا العصي و الحجارة و الألفاظ البذيئة، فليعرف هؤلاء أن عصرا كهذا قد انتهي، بل مات، و الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، و يكفي البرادعي فخرا, أنه المغير الحقيقي لمصر و شعبها، و لولاه و من معه؛ بعد الله عز و جل، لما استطاع هؤلاء و أمثالهم لمجرد الذهاب إلي صناديق الاقتراع، إلا في حالة خيانتهم للوطن، و أعني, وضع أيديهم في أيدي عصابة الوطني الخائنة، الفاسدة، المفسدة، فلنجعل الاحترام شعارنا، و الحوار مبدأنا، و الأخلاق طريقنا، و العلم سلاحنا، و الهمة غايتنا، و العمل نجاحنا، و الصدق لساننا، و المروءة حلمنا، و الشهامة رداؤنا، و مصر قدرنا و أملنا، و النصر حليفنا، و فقنا الله جميعا، لما فيه خير البلاد و العباد، و خير الإنسانية، و سلامة البشرية .. يا شعب مصر ، التعبير عن الرأي يكون في صندوق الانتخاب وليس السباب والطوب .. لا تجعلوا العالم يضحك عليكم ، بعد كل ما حصلتم عليه من الاحترام لا تفرطوا في حضارتكم بهذه السهولة لا يهمنا من يحكمنا في المستقبل ولكن ما يهمنا أن ننزع أنياب الرئيس ، أي رئيس ، وأن نستطيع أن نخلعه عندما نريد .. المهم هو النظام ورجاله أكثر من الأشخاص. عبد العظيم السيد