ولد مصطفي كمال محمود حسين آل محفوظ في ديسمبر 1921، وعاش بميت الكرماء بجوار مسجد المحطة الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر مما ترك أثره الواضح علي أفكاره وتوجهاته، وقد بدأ حياته متفوقاً في الدراسة، حتي ضربه مدرس اللغة العربية، فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلي أن انتقل هذا المدرس إلي مدرسة أخري فعاد مصطفي محمود لمتابعة الدراسة. أنشأ معملاً صغيرًا في منزل والده يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بالمشرحجي، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتي، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما. درس الطب وتخرج وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960، ثم تزوج ورزق بولدين هما أمل وأدهم وانتهي الزواج بالطلاق وتزوج ثانية من السيدة زينب حمدي وانتهي هذا الزواج أيضا بالطلاق. ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلي الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة. قدم الدكتور مصطفي محمود 400 حلقة من برنامجه التلفازي الشهير العلم والإيمان، وأنشأ مسجده في القاهرة المعروف بمسجد مصطفي محمود، ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظراً لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفاً للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. يضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، والاسم الصحيح للمسجد هو محمود وقد سماه باسم والده، وفي أوائل القرن الفائت كان يتناول عدد من الشخصيات الفكرية مسألة الإلحاد، تلك الفترة التي ظهر فيها مقال لماذا أنا ملحد؟ لإسماعيل أدهم وأصدر طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي، وخاض نجيب محفوظ أولي تجارب المعاناة الدينية والظمأ الروحي. كان مصطفي محمود وقتها بعيداً عن الأضواء لكنه لم يكن بعيدا عن الموجة السائدة في وقته، تلك الموجة التي أدت به إلي أن يدخل في مراهنة عمره التي لا تزال تثير الجدل حتي الآن. توفي الدكتور مصطفي محمود في أكتوبر 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاماً، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين و لم يزوره اي من المشاهير او المسؤلين ولا تحدثت عنه وسائل الاعلام الا قليلا مما ادي الي احباط اسرته.