الوزير منصب هام في الدولة، يحتاج من يتقلده أن يمتلك قدرات خاصة وغير عادية، حتي يؤدي مهام عمله علي أكمل وجه، كذلك اختيار أي وزير يتم وفق معايير خاصة تحددها الدولة من حيث الكاريزما والخبرات والتجارب التي تحتاجها، لكن في حالة وجود من يعلن عن نفسه ويتقدم الصفوف لتوصيل رسالته وأفكاره في هذا المجال، فالوضع يصبح مختلف تماما. الدكتورة ثريا البدوي أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أعلنت عن حملة تحمل عنوان 'من حقي أكون وزيرة'، لتضع بذلك أمامنا تجربة جديدة من نوع خاص، تتمثل في إعلان أصحاب الخبرات والقدرات، استعدادهم لخدمة مصر في المواقع القيادية الهامة بالدولة، لتضع أمام الدولة تجربة فريدة، وتجعلنا نقول في النهاية : 'من حقها أن تكون وزيرة'. وقد أكدت الدكتورة ثريا البدوي ل'الأسبوع'، أن فكرة الحملة جاءت في أعقاب ثورة 25 يناير، عندما شعرت أن هناك تغيير قد يحدث في الدولة بعد الثورة وإسقاط نظام استمر 30 عاما، فشعرت بأن كل مواطن وخاصة النساء من اللواتي يملكون القدرات والكفاءة والمهارات اللازمة لتولي أي منصب، لابد لهم أن يترشحوا ويتقدموا لتوليه وخاصة منصب الوزير، مع العلم أنني أعلم جيدا أن تولي هذا المناصب يكون من خلال التعيين وليس الإنتخاب، وفي هذا الوقت كانت هناك ثقة ورغبة في التغيير، ومن ثم هناك فرصة لأي مواطنة مصرية أن تتقلد منصب بعيدا عن العلاقات الشخصية والمصالح، وقد ظلت هذه الفكرة تنمو يوما بعد يوم، ولكنها خملت نوعا ما في فترة من الفترات، حتي قمت باحيائها مرة ثانية في الأونة الأخيرة، خاصة أن المرأة أصبح لها دور هام في المجتمع. وأضافت البدوي، أن هذه الحملة ليست موجهة فقط لشخصها، ولكنها موجهة لكل امرأة قادرة علي العطاء في المجتمع ولديها من الخبرات والكفاءات التي تؤهلها للقيادة والإدارة. وأوضحت أن هذه الفكرة رمزية ومعنوية في الأساس، وتعكس دعوة لكل امرأة مصرية، بأن تنمي قدرتها، كذلك أقدم من خلال هذه الحملة، مواطنة مصرية تعبر عن عنصر المرأة الفعال في المجتمع لصناع القرار. وبسؤالها عن القدرات التي تمتلكها لتولي منصب وزيرة، قالت : أري في نفسي القدرة علي إدارة التغيير في هذه الدولة مهما كانت المعوقات، فلست من الذين يستسلمون لليأس ولدي الثقة والإرادة للتغيير، وقدرة علي إدارة هذا التغيير، ومن حق كل امرأة لديها نفس المقومات أن تقوم بطرح نفسها لصناع القرار. وأشارت البدوي إلي أنها لا تطلب الولاية، ولكنها تري أنه لابد من تغيير الصورة النمطية للوزير، التي تتمثل في تنفيذ التعليمات والأوامر بدون إبداع أو فكر جديد، كذلك التفكير في المنصب أكثر من الصالح العام، وكل هذه الصفات لابد أن تحل محلها الإبداع والتحرك الدائم وتقديم الرؤي الجديدة والتفاعل، فالوزير هو من يصيغ الرؤية الإستراتيجية التي تقوم عليها آلية العمل، ولابد أن يتم تنفيذ هذه الرؤية وتعميقها لتشمل الصف الثاني، وبالتالي سيتم تشكيل فريق قادر علي النهوض بمصر ودفعها إلي الأمام. وعن الوزارة التي تري أنها قريبة منها لو قدر لها أن تكون وزيرة، قالت إن وزارة التعليم العالي هي الأقرب إليها باعتبارها في مجال تخصصها، بالإضافة لأنها الوزارة المتوقف عليها تخريج أجيال سيدفعون بعجلة التنمية إلي الأمام، ولابد من تضافر الجهود ووضع آلية للعمل الجماعي وليس أن تكون الوزارة مستقلة ومنعزلة عن باقي الوزرات، فمثلا لابد أن يكون هناك تعاون بين وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم، باعتبارها المؤهلة للطالب لدخول الجامعة. وبذلك نري في النهاية حالة فريدة يتم تقديمها لصناع القرار، في ظل رؤية الدولة الحديثة وإعتمادها علي الكفاءات، وربما الفكرة مختلفة باعتبارها جديدة من نوعها ومختلفة عن السابق، ولكن من يدري ربما تصل الفكرة لصناع القرار في مصر ونراها واقعا علي الأرض، وبذلك نستطيع أن نقول: 'من حقها أن تكون وزيرة'.