'لو لم أكن حاكماً علي مصر، لما أصبحتُ إمبراطوراً علي فرنسا'! نابليون بونابرت. يحكي التاريخ، أن محمد علي باشا كان يدرك حجم مصر، ومكانتها علي الصعيد الدولي، فعرف أن اعتلاءه عرش مصر، يفوق الجلوس علي سدة الحكم في استانبول! ولذلك، نجح في إقامة إمبراطورية مصرية كبري غزت أوربا، وتركيا في عقر دورها، حتي اجتمعت عليه قوي الشر العالمي! من هنا نعلم، أن مصر عاشت علي مدار التاريخ، وهي المحرك الرئيس في المنطقة، والقوة الفعّالة في الشرق الأوسط، وصمام الأمان، ومحط أنظار القوي الكبري! ومن هنا نوقن، أن حكّام مصر كانوا مدركين لطبيعة مصر، ودورها، فتغلّبوا علي الصعاب، فواجهوا العدوان الثلاثي في عام 1956م، وخرجوا منه منتصرين علي بريطانيا العظمي، وفرنسا، وإسرائيل! وبعد نكسة عام 1967م، استطاعت مصر النهوض، وتحقيق النصر المؤزَّر علي إسرائيل في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، فكان لابد من إيقاظ شيطان الإخوان الأجرم الأخبث، لوقف انتصارات مصر، وإرباك تقدمها الذاتي! أجل، لقد قضتْ مصر علي إرهاب المتأسلمين، بقوة جيشها، وصحوة شرطتها، ويقظة شعبها الرافض للتنطع، والتطرف، والمروق من الدين! أجل أجل، نجحت مصر في تقويض دولة الإخوان الإرهابية، التي احتلتها لمدة عامين، فقلَّمتْ أظافر كهنة الكهنوت الوصائي علي الإسلام، باسْم المرشد، ودولته العنصرية الدموية الحجرية الطاغوتية الفاجرة! فأخرجتهم من ديارها إلي الأبد، إلي حيث أحراش قُطّاع الطُّرُق، وأوكار المافيا، وحانات الخيانة في تركيا، وقطر، وألمانيا، وبريطانيا، والولاياتالمتحدة، وكندا! فها هي ذي مصر.. تُقدِّم دروس الانتصار، والإبهار علي ثالوث الشر الإخواني السلفي الصهيوني، لقادة الدنيا، فتخلب الألباب، وتقتنص الإشادات، والاعترافات، من الأشقاء، ومن الأعداء، علي حد سواء! إذن، فانظروا إلي سقطة واشنطن، وفضيحتها المدوية في أفغانستان، وهزيمتها علي يد الإرهاب المتأسلم هناك! بل، انظروا إلي هزيمتها المخزية من قبل، علي يد إرهابيي الصومال! لا، بل انظروا إلي سقوط الولاياتالمتحدة الفاضح أمام الإرهابيين في العراق! لا، بل انظروا إلي هزيمة تحالف واشنطن الدولي ضد إرهاب داعش في سورية والعراق! ولا ريب، فمصر منذ عامين، وهي تحارب إرهاب الإخوان المؤيَّد بالدعم اللوجستي، والاستخباراتي، والمالي، والعسكري من قبل'واشنطن، وإسرائيل، وتركيا، وإيران، وقطر، وحماس'! إذن، فقد انتصرت مصر علي إرهاب الإخوان الدولي الفاحش، الواغش، بمعونة الله أولاً، وهبَّة شعبها ثانياً، وحكمة قيادتها ثالثاً، وقوة جيشها رابعاً، وبسالة شرطتها خامساً، وشموخ قضائها سادساً، ووسطية أزهرها وكنيستها سابعاً، و...! أما واشنطن، فركضت في أوحال هزيمتها أولاً، ولعقت كئوس مذلتها ثانياً، وعضَّتْ أناملها من الغيظ ثالثاً، وصرخت من الطعنات رابعاً، واعترفت بوجيعتها خامساً، وعرفتْ أنها سمَّنتْ كلب الإخوان والإرهاب، فأكلها سادساً، وباتت سخرية العالم سابعاً، وهلمَّ جرا! فلماذا إذن، سقطت واشنطن ومعها الغرب كله أمام إرهاب المتأسلمين؟! لاجرم، أن واشنطن- ومعها الغرب- ظنَّت أن التلاعب بورقة المتأسلمين، باحتضانهم، وتوفير البيئة الداعمة لهم علي أراضيها، لاتخاذهم وسيلة ضغط، وابتزاز للأنظمة العربية، بل، باستخدامهم في تحقيق مآربها، ومصالحها التوسعية في المنطقة، ستجني من خلاله أكبر الانتصارات، وستسيطر في النهاية علي ثروات العرب، وستتحكَّم في ممرات التجارة التي تمر بأراضيهم! لكنها، نسيتْ، أن كلب المتأسلمين، ربيب الغرب، لا أمان له، ولا عهد له، ولا ذمة له، ولا ميثاق له، ولا خَلاق له، ولا دين له! فها هي ذي خيرة فتيات الغرب، وشبابه، تنخرط، بل تنضم إلي صفوف داعش الإرهابية في سورية والعراق ضد حكومة بلادها! فما معني ذلك؟! معناه، أن هؤلاء الداعشيين الإخوانيين الغربيين الجدد في ازدياد، وأنهم سيعودون إلي ديارهم بعد ذلك، فيُحوِّلون حياة أوباما، وميركل، وكاميرون، وأولاند، والغرب كله.. إلي جحيمٍ، وإرهابٍ، وتكفيرٍ، وسحلٍ، وعنفٍ! معناه، أن واشنطن بدأت تعاني من تبعات سياساتها الرعناء، بحق العرب، عندما مالأتْ الإخوان والمتأسلمين، فاحتضنتهم، وقررت دعمهم ضد مصر، وشعب مصر! ويا ليت واشنطن درستْ بعمق: كيف نجحت مصر في القضاء علي إرهاب الاخوان بهذه السرعة المذهلة؟! لكنها، خاضت غمار الفشل وراء الفشل، بارتكاب حماقات وراء حماقات، والإصرار علي تحقيق سيناريو رهان الإخوان، الذي مات بالسكتة الدماغية، والذبحة الصدرية، والطعنة المصرية، والفضيحة الدولية! فقريباً قريباً، ستغزو جيوش الإخوان الداعشيين الإرهابيين عواصم الغرب، وتملأها رعباً، ودماراً، وجرائم، باسم الإسلام السياسي، الذي ابتكرته واشنطن والغرب، فأرادوا تطبيقه في ديار العرب، وحوَّلوا حياة شعوبه إلي فتن، وفوضي، وهجرات! بل، ستزداد أعداد الغربيين من الإرهابيين، الذين سيكفِّرون مجتمعاتهم الغربية، وسيقعون فريسة أفكار الإخوان الضالة، وداعش المجرمة، والحوثيين الفاجرة، والحشد الشيعي الإرهابي! وساعتها، ستعترف واشنطن، ولندن، وبرلين، وباريس، بالفشل، وستعلن الندم، وستتجرع أنخاب الانكسار والهوان، نتيجة مساندة إرهاب الإخوان، وداعش، والشيعة! ولأنها وقفتْ في وجه المشروع المصري، بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الإرهابيين، الفاسقين، الماكرين، الآبقين، الغادرين، أشر بني البشر! وستعترف- وقتها- ببطولة، ونجاح القيادة المصرية الشريفة في دحر الإرهاب الإخواني الداعشي الشيعي السلفي! وستخر واشنطن صاغرةً، ومعها الغرب أمام نهضة مصر، وقوة مصر، وعزة مصر!