ما أن سمعت الرئيس السيسي يقول في حفل تخريج الكلية البحرية والكلية الجوية: تحل علينا غدا الذكري ال 63 لثورة يوليو المجيدة، هذا اليوم يعتبر يومًا خالدًا من أيام مصر وعلامة فارقة في تاريخها المعاصر، حيث جاءت تلك الحركة المباركة دفاعًا عن حرية شعب مصر وعن حقه في وطن مستقل موفور الكرامة تأثيرها عبر من مصر والعالم العربي إلي الدول الخارجية حيث أصبحت رمزًا للكفاح والنضال ما ان سمعت كلماته تلك حتي قررت أن أتحدث إليه عبر 'الأسبوع' في أمر غاية في الغرابة: فلقد صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 204 عام 1996، بنقل تبعية مقر مجلس قيادة الثورة الكائن بمنطقة الجزيرة إلي وزارة الثقافة، ليكون متحفًا لزعماء ثورة 23 يوليو، وفي نفس العام أصدر فاروق حسني وزير الثقافة السابق قرارا برقم 422 بضم المبني إلي المركز القومي للفنون التشكيلية 'قطاع الفنون التشكيلية حاليًا'، ليتولي إعداده كمتحف لزعماء الثورة، وتلي ذلك تشكيل لجان متخصصة لجمع وتسلم جميع المقتنيات التي تخص زعماء الثورة والموجودة برئاسة الجمهورية، حتي بلغ عدد مقتنيات المتحف 11886 قطعة، من أهمها الميكروفون الذي أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع علي أرض سيناء بعد العبور عام 1973م، والعديد من صور الرئيس جمال عبد الناصر مع زعماء العالم، وصور للرئيس أنور السادات، ومجموعة من التماثيل النصفية للرئيسين عبد الناصر والسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات في مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة في المدة من 1952 إلي 1960 بمناسبة أعياد الثورة والعديد من الوثائق الخاصة بأحداث الثورة وزعمائها. وبدأت عمليات ترميم مبني مجلس قيادة الثورة ولكنها توقفت فجأة بسبب الاعتمادات وقامت ثورة 25 يناير وبعد الثورة وفي حكومة عصام شرف اقترح الدكتور عماد أبو غازي تحويل المتحف ليشمل كل ثورات مصر من الحملة الفرنسية حتي ثورة يناير ولقد هاجمت الفكرة في حينها رغم صداقتي للدكتور عماد ابوغازي وقلت إن المتحف مخصص لثورة يوليو، لأنه في مقر مجلس قيادة الثورة والقوات المسلحة المالك للمبني أخلته لصالح هذا المتحف بالتحديد ولكن بعد وصول الإخوان للحكم. وافق رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل من حيث المبدأ, والعرض علي رئيس الجمهورية 'الرئيس مرسي' لتخصيص مبني مجلس قيادة الثورة بالجزيرة ليكون متحفا للثورات المصرية بدءًا من الحملة الفرنسية, ومرورًا بالثورة العرابية, وثورة 23 يوليو 52 وانتهاء بثورة25 يناير. ولا أدري إن كان مرسي قد اصدر هذا القرار الجمهوري أم لا.. لكن كان من الواضح أن الإخوان والمختلفون مع ثورة يوليو لا يريدون متحفًا يخلدها والآن وبعد ثورة 30 يونية التي رفعت جماهيرها في الشوارع صور السيسي وعبد الناصر معا وبعد ما أعلنه السيد الرئيس مرارًا وتكرارًا أن يوليو هي الثورة الأم التي نسير علي هدي إيمانها باستقلال القرار الوطني اعتقد ان الوقت قد حان للعمل من جديد في متحف ثورة 23 يوليو التابع لقطاع الفنون التشكيلية، فالمبني المهجور يعاني الاهمال ولا ندري ماهو حال المقتنيات النادرة والتاريخية التي تسجل حقبة مهمة من تاريخنا، فياسيادة الرئيس ننتظر قراركم بوقف المؤامرة علي متحف ثورة يوليو أم الثورات.