ولد ناجي سليم حسين العلي في عام 1937 بقرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وقد هاجر مع أهله عام 1948 إلي جنوبلبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هَجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الإستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوبلبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية، وهو صبي لنشاطاته المعادية للإحتلال، فقضي أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم علي جدرانها، كما قام الجيش اللبناني بإعتقاله أكثر من مرة، وكان هناك أيضاً يرسم علي جدران السجن. سافر ناجي العلي إلي طرابلس وحصل منها علي شهادة ميكانيكا السيارات، ثم تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم : خالد وأسامة وليال وجودي. أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلي الإنجليزية والفرنسية ولغات أخري. كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني، قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة، فنشر له أولي لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة 'الحرية' العدد 88 في 25 سبتمبر 1961م. في عام 1963 سافر ناجي العلي إلي الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا، فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية. ابتدع ناجي العلي شخصية 'حنظلة' التي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، وقد أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973، وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي علي رسوماته. وقد لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه، فهو شاهد صادق علي الأحداث ولا يخشي أحداً. ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 علي يد ناجي العلي، ويقول ناجي، إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية، كما كان لدي ناجي شخصيات أخري رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي 'فاطمة' في العديد من رسومه. شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا، في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي، فترد فاطمة: الله لا يسامحك علي هالعملة، أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها، في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها 'عاشت الطبقة العاملة' بأول الشارع، روح جيبها بدي أخيط أواعي للولاد، أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله. مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان، الأولي شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له 'سوي مؤخرته' ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين، وشخصية الجندي الإسرائيلي، طويل الأنف الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال، وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية. يكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي، فهناك جهات مسؤولة مسؤولية مباشرة الأولي الموساد الإسرائيلي والثانية منظمة التحرير الفلسطينية، كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك، أما قضية الإغتيال إن جاز التعبير، قد تنتهي بفرضية التصفية أو بعض الأنظمة العربية، مثل السعودية بسبب انتقاده اللاذع لهم، حيث أطلق شاب مجهول النار علي ناجي العلي مما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية ويدعي بشار سمارة، وهو علي ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلي منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن كان موظفا لدي جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987، فاصابه تحت عينه اليمني، ومكث في غيبوبة حتي وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.