قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الإسرائيلية اليوم 'الأحد' إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليس قلقا بأن يؤدي الدخول في مزيد من المواجهة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي جعله أقل سخاء في حزمة التعويضات الأمريكية إلي إسرائيل. كما أشارت إلي أن نتنياهو يعتزم خوض معركة في الكونجرس ضد الاتفاق النووي الإيراني، فهذا الأمر يستحق المخاطرة في الوقت الذي ينتظر أن يأتي رئيس جديد إلي البيت الأبيض في يناير 2017. وذكرت الصحيفة - في تحليل نشر علي موقعها الإلكتروني اليوم - أن وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، سيصل إسرائيل بعد غد الثلاثاء، مضيفة أن إسرائيل شهدت زيارات كثيرة لوزراء دفاع أمريكيين لكن هذه الزيارة هي الأغرب، فكارتر سيأتي في صورة 'سانتا كلوز' ليوصل بعض الهدايا فمستقبلوه في المؤسسة العسكرية ينتظرون سانتا بقوائم، فلديهم احتياجات وتوقعات وأمنيات وكارتر معه قائمته الخاصة به. ومضت الصحيفة تقول إنه حتي هذا الأسبوع أحبط نتنياهو أية محاولة من جانب قادة المؤسسة العسكرية للحديث مع الأمريكيين بشأن حزمة التعويضات التي ستحصل عليها إسرائيل بموجب الاتفاق النووي بين إيران والغرب حيث يشعر نتنياهو بالقلق من أن أية مفاوضات في هذا التوقيت قد تضعف فرص الانتصار علي إدارة إوباما في الكونجرس.. وللمرة الأولي في حياته - وربما الأخيرة - يصر نتنياهو علي أن الحياة ممكنة دون الهدايا. وقالت الصحيفة إن الترتيبيات في المؤسسة العسكرية تجري سرا نظرا لرفض نتنياهو الشديد، فعندما أعلنت مصادر أمريكية أن هناك محادثات نفي الجيش الإسرائيلي بشدة وقال إن هذا الأمر يرجع للقيادة السياسية وأن الجيش لا يتدخل في القرارات السياسية. وأفادت الصحيفة بأن الحرب ضد برنامج إيران النووي أصبح جزءا من الحرب من أجل ميزانية الدفاع الاسرائيلية، فعلي مدار العام الماضي تلقت وزارة الدفاع الإسرائيلية 59 مليار شيكل وهذا العام تطالب المؤسسة العسكرية بنحو 63 مليار شيكل. فيما كانت وزارة المالية تطالب بخفض هذا الرقم إلي 54 مليار فهذه الأرقام الخيالية لا تعني كثيرا لدافع الضرائب لكنها لها تداعيات كبيرة علي الاقتصاد والمجتمع واستقرار الحكومة وميزانية الدولة بأكملها. وقالت الصحيفة إن تعويضا أمريكيا سخيا ربما يكون له مفعول السحر للمشاكل المالية المزمنة للحكومة، فمليار دولار من أوباما، ربما تصبح مليارا ونصف إن سارت الأمور علي ما يرام ولكن نتنياهو لا يشعر بالرضا. وأردفت الصحيفة تقول إن الثمانين يوما القادمة ستكون جديرة بالمتابعة فأمام الكونجرس الأمريكي 60 يوما لمراجعة تفاصيل الاتفاق مع إيران وسيدلي الخبراء بشهاداتهم وسيلقي الرئيس ووزيرا الخارجية والطاقة ومسئولون بارزون من البيت الابيض والبنتاجون كلمات أمام نواب الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ. وستقوم لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية 'الايباك' /جماعة الضغط الموالية لإسرائيل/ بتسخير كل مواردها في الحملة ضد الاتفاق. وذكرت الصحيفة أن في نهاية الستين يوما ستصوت غالبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ ضد الاتفاق وفي اليوم ذاته سيستخدم أوباما حق الفيتو ضد القرار الذي سيعود إلي مجلسي النواب والشيوخ. وفي غضون 10 أيام سيتم التصويت عليه حيث يستلزم بموجب الدستور توفر أغلبية الثلثين في كل مجلس لإلغاء قرار الفيتو الرئاسي.. فما سيحدث هو إجراء غير معتاد ولكن هناك سوابق في هذا الشأن حيث سجل التاريخ أن الكونجرس أبطل الفيتو الرئاسي 100 مرة.