فجر الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوي الكبري معركة بين الكونجرس والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأمام الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون 60 يوما لمراجعة الاتفاق وإذا صوت بالرفض سيستخدم أوباما حق النقض (الفيتو) الذي تمتع به ولا يمكن إلغاؤه إلا بموافقة ثلثي المشرعين في مجلسي النواب والشيوخ. واعتبر ميتش مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إنه سيكون من «الصعب» التغلب علي الفيتو الرئاسي ولا يتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ علي الاتفاق قبل سبتمبر. وسارع الجمهوريون وبعض الديمقراطيين للتنديد بالاتفاق وقال السيناتور جون بينر رئيس مجلس النواب «بدلا من جعل العالم أقل خطورة فإن الاتفاق لن يزيد إيران إلا قوة» ووصف السيناتور لينزي جراهام الاتفاق بأنه «مريع» وسيزيد الأمور سوءا. وقال السيناتور الديمقراطي روبرت مينيديز أحد مهندسي العقوبات الصارمة ضد طهران «أخشي أن تكون الخطوط الحمراء تحولت لخضراء». ورأي المرشحون الجمهوريون للرئاسة أن الاتفاق يعزز سلطة الملالي في إيران بدلا من التصدي لها وانتقد السيناتور ماركو روبيو ودونالد ترامب الاتفاق وقال جيب بوش «هذه ليست دبلوماسية هذه تهدئة». في المقابل أعلنت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دعمها للاتفاق لكن بتحفظ وقالت « أعتقد أنها خطوة مهمة لوقف تقدم البرنامج النووي لإيران». وتصدي الديمقراطيون في الكونجرس لجهود الجمهوريين وأشادت نانسي بيلوسي زعيمة الجمهوريين في مجلس النواب بأوباما لقوته خلال المفاوضات التاريخية. ومن المتوقع ان تكثف إسرائيل ضغوطها علي الكونجرس لعرقلة الاتفاق وأعرب أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المعني بالشئون الأمنية بالإجماع عن رفضهم رسميا للاتفاق وأكدوا أن إسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق. وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن قلقه من الاتفاق في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي. وقال زعيم المعارضة الإسرائيليلة إسحاق هرتزوج إنه سيزور الولاياتالمتحدة قريبا من اجل مزيد من الدعم العسكري الأمريكي للتصدي لإيران. وفي إطار الحملة المناهضة للاتفاق أعربت لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) في بيان عن «قلقها الشديد»من أن «يفشل الاتفاق في وقف مسار إيران نحو إنتاج سلاح نووي». في المقابل يعتزم أوباما إرسال وزير دفاعه أشتون كارتر إلي إسرائيل حيث يواجه مهمة شاقة لطمأنتها. وقال كارتر في بيان إن «واشنطن مستعدة لمراجعة نفوذ إيران الضار ولتعزيز أمن حلفائنا في المنطقة بما في ذلك إسرائيل».