أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، عن ترحابه بالقرار التاريخي الذي تم التوصل اليه ببروكسل بإبقاء اليونان في منطقة اليورو، مشيدا في الوقت ذاته بالخيار الشجاع لرئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لبلوغ هذا الهدف. وقال اولاند - في تصريح له اليوم الاثنين عقب القمة الطارئة لمجموعة اليورو ببروكسل - ان عدم التوصل الي اتفاق اليوم كان سيعني الاضرار بمصداقية اوروبا، مشيرا الي الموقف الشجاع لرئيس الحكومة اليونانية الذي توصل الي تسوية للحصول علي قروض بأكثر من 80 مليار يورو ضرورية لتمويل مشروعات وللوفاء بالاتزامات المالية لبلاده، فضلا عن 35 مليار يورو في اطار خطة يونكر للاستثمارات. وأكد اولاند ان أهمية الاتفاق تكمن في الحفاظ علي الوحدة والتضامن في منطقة اليورو وإحياء الأمل لدي اليونانيين بعد سنوات من المعاناة والتقشف، لم تنته بعد وتتطلب بذل المزيد من الجهود. وأضاف ان دور فرنسا طوال الاسابيع الماضية كان يتمثل في تقريب المواقف ومراعاة مطالب الشعب اليوناني وكذلك بلدان منطقة اليورو. كما شدد الرئيس اولاند علي انه بدون علاقات فرنسية ألمانية متينة حتي في وجود بعض التباينات لا يمكن التوصل لأي اتفاق، مؤكدا ان اتفاق اليونان سوف يخضع للتصويت أمام البرلمان الفرنسي الاربعاء. كانت اليونان قد توصلت اخيرا الي اتفاق تاريخي مع قادة منطقة اليورو الاثنين للحصول علي خطة مساعدة ثالثة تجنبها الخروج من هذه المنطقة في ختام مفاوضات استمرت طوال الليل في بروكسل. ووافق رئيس الوزراء اليوناني اليساري الكسيس تسيبراس علي خطة اصلاحات صارمة بعد مفاوضات شاقة مقابل خطة انقاذ علي مدي ثلاث سنوات بقيمة 86 مليار يورو، وهي ثالث خطة مساعدة لليونان خلال خمس سنوات. من جهته، أعلن رئيس الوزراء اليوناني عن 'اتفاق صعب' مع الشركاء الاوروبيين غير انه يضمن 'الاستقرار المالي' والانتعاش الاقتصادي في اليونان، مؤكدا ان حكومته 'خاضت حتي النهاية معركة عادلة'، مؤكدا ان الغالبية الكبري من الشعب اليوناني ستدعم هذا المجهود.. وسنواصل المعركة' من اجل 'الاصلاحات الجذرية التي تحتاج اليها اليونان'. من ناحيتها، حذرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من أن الطريق سيكون 'طويلا' و'صعبا' حتي تعود اليونان الي طريق النمو. وأعلن رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم أن البرلمانات الاوروبية التي يفترض أن تصادق علي مشروع مساعدة اليونان، يرتقب ان تقوم بذلك هذا الاسبوع. كانت المفاوضات الماراثونية التي استمرت قرابة 17 ساعة وامتدت حتي صباح اليوم الاثنين خلال قمة اليورو ببروكسل حول مستقبل اليونان في اليورو قد شهدت تباينات ما بين مؤيد لموقف فرنسا الداعي الي التحلي بمرونة أكبر مع اليونان ومعسكر آخر مساند لالمانيا المتمسكة بخط صارم يطالب بمزيد من الضمانات من اثينا قبل الحصول علي مساعدات جديدة.