شيخ الأزهر يحذر من خطة تتربص بالإسلام وتستهدف زعزعة أمن البلاد

حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من خطة تتربص بالإسلام وبالحلم الذي يسير إليه وطننا الغالي مصر، مضيفا أن هذه الخطة تستهدف زعزعة أمن البلاد والعباد، ولافتًا إلي أن هناك دولًا أخري تقوم علي الكيل بمكيالين وتحرص علي إفقار الآخر، وليس عندهم أي مانع من تصدير الموت أو السلاح في سبيل اغتنائهم وتحكمهم في مصير الشعوب.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر - في بيان له اليوم، عقب لقائه مع كبار المثقفين والمفكرين وعلماء الأزهر لمناقشة آليات وضوابط تجديد الفكر الديني، وسبل حماية المجتمع من الفكر المتطرف - أن الأزهر يتحرك بخطًي ثابتة نحو تجديد الفكر الإسلامي، ويجب أن يتحرك كلٌّ في مجاله، وأن يقوم بواجبه في مصر والعالم الإسلامي، مضيفًا أن الأزهر سيتواصل مع كافة الأطراف المعنية بقضية التجديد من أجل إصدار وثيقة تجديد الفكر الديني علي غرار الوثائق السابقة التي أصدرها الأزهر الشريف ونالت القبول في الداخل والخارج.
وشدد شيخ الأزهر، علي ضرورة التركيز علي القيم الإنسانية والمفاهيم التي نحن بحاجة إليها في مجتمعاتنا، كالتراحم، والتكافل، والعدالة الاجتماعية، موضحا أنه ليس من الإسلام أن تعيش طبقة صغيرة في برج عاجي، بينما لا تجد الأغلبية ما تقتات به، كما أكد ضرورة النص علي عدم المساس بما هو قطعي الثبوت والدلالة، حتي لا يدعي أحد أن التجديد يمتد إلي هذه الثوابت، التي لا يمكن أن تتغير.
وأكد المشاركون في اللقاء أن هناك عددًا من المنطلقات والآليات التي تضمن إصلاح الخطاب الديني وتجديد الفكر الإسلامي الذي يجب أن يلتزم بالضوابط العلمية والشروط المنهجية والأصول الدينية في الاجتهادات الحيوية التي تمس عقائد الناس وشرائعهم، مع عقد ندوات علمية متخصصة تدرس أوضاع المجتمعات العربية الحديثة، وما تعانيه من قصور في فهم الأُطر الكلية للتشريع الإسلامي وتاريخه وتطوره.
وأضاف الحاضرون أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يرتكز علي تعميق الوعي بالمقاصد الشرعية، وأن يكون الخطاب عالميًّا شاملا ينمي علاقة المسلم بربه ويحفظ أمن مجتمعه ويدعو إلي الاستقرار وإعمار الأرض.
ورأي المشاركون أنه لا بد من ضرورة استلهام مقاصد الشريعة واستحداث المبادئ الموائمة لروح العصر وتحولات الزمن وتغليب المصالح العليا للأمة والمنافع الضرورية للمجتمع، ومراعاة العهود والمواثيق الدولية، مشددين علي أن الأزهر الشريف يستوعب كافة الآراء والرؤي.
وكان الإمام الأكبر قد التقي الليلة الماضية مع عدد من المفكرين والمثقفين.