قال 'فهمي نديم' رئيس مؤسسة النديم لحقوق الانسان والتأهيل الاعلامي تعليقا علي مشروع قانون مكافحة الارهاب الجديد والذي أعلنت عنه وزارة العدالة الانتقالية مؤخرا، أن 'ما جاء في القانون من مواد مناسب في مجمله، خاصة فيما يخص تعريف الإرهاب'. وأضاف النديم في تصريحات صحفية، 'لكن تأتي المواد الخاصة بمعاقبة الصحفيين مخيبة للآمال، حيث إفتعلت أزمة دون داعي لذلك، كان يمكن تجنب الازمة من خلال تعديلات بسيطة لن تنال من محتوي القانون وأهدافه، في الوقت الذي لا تنال من حرية الاداء الصحفي'، فالمادة 33 التي نصت علي أنه 'يعاقب بالحبس الذي لا تقل مدته عن سنتين، كل من تعمّد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وذلك دون إخلال بالعقوبات التأديبية المقررة في هذا الشأن'، وحسب ما جاء بالمادة من شرط أن تكون الاخبار عن العمليات الارهابية، فهو شرط مقبول بالطبع نظرا لطبيعة حربنا الدائرة مع الارهاب الاسود، أما شرط التعمد فهو 'مطاط' يلزمه بنود حاكمة حتي لا تُترك لهوي المحقق، وأما مخالفة البيانات الرسمية، فهو أمر لا يترك متسعا للنشاط الصحفي، ليأتي بالاخبار الحقيقية إن شائت الجهة الرسمية الالتفاف حولها، كما قد يحدث في وقت من الاوقات ويجرم حرية البحث وتقصي الحقائق 'الا في الاخبار التي يتعين إخفائها'. وتابع النديم، نقترح تعديل تلك المادتين، بما يضمن وسيلة محددة لإثبات تعمد النشر الكاذب، كأن تمر بمراحل تثبُت 'عن طريق الديسك المركزي في الصحيفة أو غيرها من إجراءات التثبُت'، وفي مخالفة البيانات الرسمية بما تعلن عنه الجهات الرسمية، يتم منع النشر فيها لخطورة الاعلان عن البيانات أو لحماية العمليات الدائرة، كما يمكن تجاوز كل ذلك بإقامة غرفة عمليات إعلامية خاصة بمكافحة الارهاب فقط تديرها ادارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، ليستقي منها الصحفيين والاعلاميين معلوماتهم، ولنأخذ في الاعتبار صعوبة الحصول علي المعلومات الحقيقية في مثل هذه الموضوعات. وأوضح النديم، 'نحن جميعا ضد الارهاب بشكل مطلق، ولكن علينا تدارس ما نخرجه من قوانين والا سنتسبب بإرتباك صحفي واعلامي بل وسوف نجد أقلام مسمومة تتهم النظام بتكميم الافواه ومن ثم مصادرة الحقوق والحريات، وعلينا بتعديلات عاقلة تفوت الفرصة علي هؤلاء المزايدون، ودون تعديل تلك المواد، فنحن نضع في أيدي أعدائنا سلاحا جديدا ومثيرا لمهاجمة مصر، وعلينا الا تأخذنا الحماسة، ونفوت عليهم اصطناع أزمة يترقبونها.