إذا رأيته يتحدث عن أحدث أحلامه بدخول موسوعة جينيس بإقامة أطول مائدة إفطار اليوم بالاسكندرية ستتصور أن السيد هاني المسيري محافظ الثغر هو ' سبايدر مان ' الجديد الذي أصلح الكون وحلق في سماء الاسكندرية في غفلة من الجميع وقام بحل كل الأزمات التي تئن تحت وطأتها عروس البحر سابقاً ' أرملته حالياً ' ليمد بصره بعيداً عن الواقع الكئيب الذي يراه المواطنون ' الذين هم في رأيه قصيرو النظر لا يرون إلا أكوام الزبالة فقط والتي تستحق بالفعل دخول موسوعة جينيس ' وكأن الوفد الذي تقابل مع رئاسة الجمهورية من أيام قاصر النظر أيضاً، نخبة المثقفين والعلماء الذي عرضوا ملفا متخما بالفساد خاص بالمحافظة التي أصبحت ترتدي ثوب الحداد علي نظافتها ورونقها وتاريخها العريق، وكأن مشروع 'الترام كافيه' حلم المسيري أيضا والذي وقف أمام عدسات المصورين يقود الترام ذات الخمسة جنيهات قيمة التذكرة، والتي تغطيها الستائر الحمراء، ووصفها نشطاء بأنها مناسبة للعشاق كبديل للكافيهات المبالغ في أسعارها، والاكتفاء بالشو الإعلامي والمشروعات التي تخاطب الأغنياء، فأهالي الثغر لن يغفروا له أيضا ' ضمن خطاياه ' أنه قرر غلق منطقة قلعة قايتباي الشهيرة لتصبح مكانا للصفوة من أعضاء نوادي اليخت والصيد وفاروس، وكأنما الفقراء الذين كانوا يتوافدون من كل حدب وصوب علي المكان الأشهر في منطقة 'بحري' لإستنشاق أجمل هواء خلقه الله للاسكندرانية، كأنما المسيري إستكثر عليهم هذا مجرد نسمات الهواء ورغبته في تحصيل مبلغ قيمة هذا الهواء.. وكأن المسيري يبحث باستقدامه حكام أجانب من موسوعة جينيس، لتسجيل رقم قياسي لأطول مائدة إفطار ' ملتقي رجال البيزنس وعدسات المصورين وسيلفي الشباب الضائع ' كأنما بها يبحث عن قبلة الحياة لتمنحه تأشيرة البقاء علي مقعده الذي وصفه البعض ب ' المتهاوي' عقب سلسلة فشله المستمرة في معالجة أزمات الثغر يصر هاني المسيري ' رجل المستحيل' علي أن يظل يحلم ويحلم بقبلة الحياة، تراها قبلة حياة أفضل أم القبلة المسمومة الأخيرة علي طريقة شكسبير؟ هل يظل الرجل يحلم ويحلم حتي يفيق علي كابوس؟؟ اللهم اجعله خيراً !!