أكد عالم المومياوات أحمد صالح أن تحنيط الحيوانات في مصر القديمة موضوع شهير جدا في أواخر التاريخ الفرعوني، حيث بدأ في القرن الثامن ق م وانتهي مع دخول الرومان لمصر.. مشيرا إلي أن المؤرخين الإغريق فهموا هذا الموضوع خطأ معتقدين أن قدماء المصريين كانوا يعبدون الحيوانات، ولكنهم حنطوها بهدف تقديم النذور. وقال صالح في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة تعليقا له علي الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة 'لايف ساينس' لجامعة كارديف البريطانية، والتي كشفت عن العثور علي سراديب لدفنات 8 ملايين كلب محنط في منطقة سقارة قدمها المصريون القدامي إلي إله التحنيط 'أنوبيس'، الذي صور علي هيئة الكلب الذئبي. وأضاف أن الدليل علي عدم عبادة المصريين للحيوانات هو اختيارهم بقرة محددة تعبر عن صفة الحنان للإله، وأطلقوا عليها اسم الإله 'حتحور'، بينما باقي الأبقار ذبحوها وأكلوا لحمها واستخدموها في الحقل، ونفس الأمر علي الكلب الذي لابد أن يأخذ سمة 'الكلب الذئبي' والذي تظهر فيه سمات الكلب والذئب وهو الإله 'أنوبيس'، بينما باقي الكلاب استخدمت للحراسة وكنوع أليف يربي في المنازل. وأشار إلي أنه بالنسبة لرقم 8 ملايين كلب محنط الذي ذكرته الدراسة، فهو رقم قد يكون مبالغ فيه، حيث لم تظهر الدراسة كيفية حساب هذا الرقم، ويبدو أنه رقم تقديري.. مؤكدا أهمية تلك الدراسة في كشفها عن كيفية تحنيط المصريين القدامي الكلب والطرق المتبعة في تحنيطه والمواد التي استخدمت في تلك العملية، بالإضافة إلي قيمة الحيوانات المحنطة وكيف استخدمها الكهنة وامتهنوها كتجارة. وأوضح صالح أن الدراسة كشفت كذلك عن وجود وحش بحري من الفصيلة التي تعيش في البحر المتوسط وعمره 45 مليون سنة، كما أوضحت أن المصريين ربما لم يلاحظوا بقايا ذلك الوحش في أرضية الدفنات، الأمر الذي قد يشير إلي أن الدلتا لم تكن موجودة من 45 مليون سنة لأن البحر المتوسط كان يطغي علي المنطقة حتي جنوب سقارة وربما حتي الفيوم. وأضاف أن أستاذ الآثار بجامعة كارديف بول نيكلوسون تتبع من خلال دراسته الخريطة التي رسمها جاك دي مورجان عام 1897 وحدد بها سراديب لدفنات الكلاب في منطقة سقارة، ولكن الرمال دفنتها وزلزال مصر في عام 1992 أخفاها.. مؤكدا أن تلك الدراسة هي الأولي والأعمق حول هذه الدفنات. وتابع أن تلك الدفنات تعود إلي القرن الرابع قبل الميلاد وهي عبارة عن سرداب سفلي طويل يبلغ طوله 173 مترا وأقصي عرض 140 مترا وقد وجدت بداخلها دفنات أخري لحيوانات غير الكلاب مثل الصقور وأبي منجل والذئاب، ولكن 92% من الدفنات هي لكلاب.