آكد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر علي عمق العلاقات التي تربط بين مصر والمجر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، ووصفها بأنها ممتدة منذ فترة طويلة، وبأنها آخذة في التطور والتنامي، وسيتم البناء عليها في المستقبل. وقال اوربان في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب جلسة المباحثات الموسعة التي عقدت ظهر اليوم بحضور وفدي البلدين، إن مصر تحتل مكانة محورية في المنطقة العربية، مؤكدا أنه بدون مصر لا يمكن أن يوجد استقرار بالمنطقة العربية، كما لا نستطيع أن نقول إن هناك استقرارا في أوروبا بدون استقرار مصر. ووصف رئيس الوزراء المجري زيارة الرئيس السيسي للمجر بأنها مهمة وقيمة للغاية، وقال إن مواطني المجر يعتبرون إن النشاط الثقافي هو الأفضل والأهم في الحياة والعالم، ومن هنا فإن مصر تحتل مكانة مهمة لديهم لأنها مهد الحضارة الانسانية، وبأنه تم استقبال الرئيس السيسي بالشكل الذي يليق بمصر، ونحن لا نحترم فقط حاضر مصر وإنما تاريخها أيضا. وأوضح أن بلاده تؤمن بالتنوع الحضاري والثقافي، وبأن الاختلافات بين الثقافات هي هبة من عند الله، وهي نوع من التنوع الذي يجب أن نحترمه علي الدوام، لذلك عندما نتكلم عن دولة إسلامية لها ثقافة أخري فإنه يجب أن نتكلم عنها باحترام، ونحن نؤمن بأن بناء المجتمعات وتنظيمها الناجح في أوروبا يمكن ألا تكون ناجحة في حضارات وثقافات أخري في العالم بالضرورة، فنحن لسنا من نقرر هل هي ناجحة أم لا، ونحن لسنا أساتذة في الديمقراطية، وعلي كل شعب أن يقرر هذا بنفسه. وأضاف نحن سعداء بأن الشعب المصري اختار طريقه بنفسه، ونحن نتطلع أن ينجح في طريقه الذي اختاره، وانا أقول هذا للشعب المجري، إن مصر ليست قاصرة علي التطور الاقتصادي فقط، فهناك عمل لبناء دولة وإقامة اقتصاد كامل. وقال اوربان إنني أجريت مباحثات اليوم مع الرئيس السيسي، حول كيفية مساهمة المجر في تطوير الاقتصاد المصري، مؤكدا أن الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم في بعض المجالات يمكن أن تكون بداية لمزيد من التعاون، الذي يمكن أن يشمل هندسة السكك الحديدية والصحة وقطاع المياه وتقنيات إدارة المدن، حيث تتمتع المجر بخبرة كثيرة في هذا المجال، كما بحثنا سبل التعاون واشكاله المستقبلية، وأن يسهم المجريون في بناء مصر. وأضاف أن المجر استقبلت اليوم ضيفا مميزا، جاءنا من العالم الاسلامي، وفي عديد من الدول الأوروبية يخافون من الإسلام، وفي دول أخري يعد الاسلام عدوا، ولكن المجر صديقة للإسلام، وتعتبره إنجازا كبيرا للبشرية، ونحن نتمني أن تكون مصر ناجحة في ثقافتها وحضارتها، ومن ناحية أخري ليست لدينا في المجر أية مشكلات مع الزعماء السياسيين من ذوي الخلفيات العسكرية، لأننا نحن المدنيين نحتاج أحيانا أن يكون بيننا عسكريون.