مقارنات هامة في الأدب الإحياء والبعث سبب التسمية الإحياء : هو عودة الروح للجسد الهامد وهو الشعر العربي. والبعث : هو بعثه من جديد حياً نابضاً بعدما ضاع ووصل إلي حالة من الضعف والجمود والاحتضار. ظروف نشأة المدرسة نشأت بسبب ضعف الشعر والحياة الثقافية. ضياع اللغة العربية وحرمان الأمة من مصادر ثقافتها، وكذلك فرض اللغة التركية وتتريك الدوواين حتي كسر سور العزلة وجاءت الحملة الفرنسية وأرسل محمد علي البعثات وجاء البارودي ليثبت من خلال معارضته للقديم ومنافسته لشعراء العصور الزاهية أن الضعف الذي طرأ علي اللغة العربية ليس ضعفاً في اللغة ولكن في لغة الشعراء أنفسهم. خصائص المدرسة مجاراة القدماء في تقاليد القصيدة، بالانتقال من غرض لآخر. قيام القصيدة علي وحدة البيت لا وحدة الموضوع. العناية بالأسلوب وبلاغته وروعة التركيب. متابعة القدماء في موضوعاتهم. اقتباس المعاني والأخيلة والصور والموسيقا من القدماء. شكل القصيدة وموسيقاها سارت القصيدة علي نفس طريقة القدماء، حيث الوزن والقافية دون تجديد.حتي جاء تلامذة البارودي فاهتموا بالناحية البيانية وجلال الصياغة وحلاوة الموسيقا واستطاعوا التوفيق بين اتجاهين : الأخذ من التراث، والثاني الالتفات إلي ثقافة العصر. ارتقي البارودي بالأسلوب من الضعف إلي القوة وبالموضوعات، فعبر عن موضوعات جديدة، وبالخيال فانتقل به من السطحية إلي التحليق في سماوات الشعر. أسباب تطوير الكلاسيكية علي يد شوقي : دراسته للحقوق – الثقافة الأوروبية – الأدب الفرنسي – الثقافة التركية. مظاهر التطور : هجر المديح إلي التاريخ – الشعر المسرحي – الاتجاه الإسلامي في شعره مثل 'ولد الهدي' – البدء بوصف المخترعات. الرومانسية سبب التسمية نسبة إلي الرومانسية التي أخذها خليل مطران عن الرومانسية الفرنسية والتي تنادي بالعواطف والأحاسيس والامتزاج بالطبيعة. ظروف نشأة المدرسة كان الشعر في حاجة إلي التطور بعدما انشغل الشعراء بشعر المجاملات والمناسبات وتعدد الأغراض فنادي 'مطران' بضرورة التجديد والتطوير والنظر للقصيدة في جملتها لا في أبياتها منفردة حتي تسيطر عليها الوحدة العضوية، وكانت هناك عدة عوامل دفعته للرومانسية مثل : 'نشأته في ربوع لبنان الجميلة، التأثر بالثقافة الفرنسية، عواطفه الجياشة، وحسه المرهف، حبه للجمال والخير والمثل الأعلي، واهتمامه بالنقد الأدبي'. خصائص المدرسة الذاتية، والاندماج بالطبيعة مع تجسيمها وتشخيصها والاهتمام بالوحدة العضوية والاتجاه نحو الخيال. مظاهر تطور القصيدة علي يد مطران أصبحت القصيدة تجربة شعرية تجمع بين مشاعر قائلها والمستمعين او قارئها. القصيدة كل متماسك فيها وحدة عضوية تربط بين أجزائها. للخيال دوره في التصوير. ينبغي أن تكون اللغة حية نابضة رقيقة تنأي عن الغريب. الارتباط بوحدة القافية والأوزان التقليدية مع إدخال بعض التجديد فيها. شكل القصيدة وموسيقاها خليل مطران خطوة انتقالية بين القديم والحديث : القديم : المحافظة علي الوزن والقافية، وجودة الصياغة وقوة الأسلوب. الجديد : الذاتية والاندماج بالطبيعة والوحدة العضوية – الاهتمام بالصورة الكلية. ولم يعلن عن اتجاهه الجديد خوفاً من الإحيائيين. شكل القصيدة عند مطران : سارت كلاً متماسكاً مترابطاً تربطه وحدة عضوية لا وحدة البيت. المزج بين الخيال الكلي والجزئي. الاعتماد علي الوزن والقافية. الديوان سبب التسمية نسبة إلي كتاب الديوان في 'الأدب والنقد' الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921 الذي هاجموا فيه الإحيائيين الذي ينظرون إلي الخلف ويعيشون في ظلال القديم وعرضوا آراءهم ومنهجهم وهاجموا شكري. ظروف نشأة المدرسة وجد هؤلاء الثلاثة العقاد – المازني – شكري ' أن الشعر كان في حاجة إلي التطور بسبب جمود الإحيائيين فتأثروا بالرومانسية الإنجليزية فعبروا عن المأساة التي يعيشها جيلهم واتجهوا إلي الذات الإنسانية، وقد وجد أعضاء الجماعة أن نظرتهم تختلف عن نظرة الإحيائيين للشعر لهذا هاجموهم بقسوة وعابوا عليهم : اتخاذ النماذج القديمة مثلاً عليا لهم – الاهتمام الزائد بشعر المناسبات والمجاملات – الاهتمام بقشور الأشياء دون العناية بالجوهر – عدم مراعاة الوحدة العضوية – عدم وضوح الصدق في شعرهم والمبالغة الزائدة. خصائص المدرسة الجمع بين الثقافتين العربية والإنجليزية. الطموح والسعي للمثل العليا. ووضوح الجانب الفكري في شعرهم. مفهوم الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من تأملات فكرية ونظرات فلسفية. والتأمل في الكون والوجود. القصيدة عندهم كائن حي لكي جزء فيه وظيفته ومكانته كما هو الحال في أعضاء الجسم. تعميق الظواهر علي جوهرها. ظهور مسحة الحزن والألم والتشاؤم. وضعوا عنواناً للقصيدة ولكنهم تجاوزوا ذلك إلي وضع عنوان للديوان كله مثل 'عابر سبيل' للعقاد. شكل القصيدة وموسيقاها التجديد في موسيقا القصيدة : لم يهتموا بوحدة الوزن والقافية حيث رأوا أن القافية تمثل رتابة ومللاً فدعوا للشعر المرسل الذي لا يلتزم وزناً ولا قافية، وأن غلب علي معظم شعرهم وحدة الوزن والقافية. * مظاهر التجديد في الموضوع : استحدثوا موضوعات جديدة لم تكن مألوفة من قبل مثل 'رثاء المازني نفسه'، 'ورجل المرور' 'والكواء' للعقاد، وموضوعات الحياة العامة، وكذلك الحديث عن البعث مثل شكري. جدير بالذكر : أن المدرسة قد فشلت بعدما هاجم عبد الرحمن شكري صديقه المازني لاختلافهما في بعض القضايا، فوقف 'العقاد' بجانب المازني ضد شكري، فانصرف شكري عن الشعر بعد ديوانه السابع 'أزهار الخريف'، وانصرف المازني للصحافة، وظل العقاد ممثلاً لهذا الاتجاه لفترة جاعلاً الشعر في المرتبة الثانية من اهتمامه.