أكد فضيلة أ.د عباس شومان وكيل الأزهر، أن من أهم خصائص العلوم الشرعية مرونتها وقابليتها للتجديد والتحديث، وإخراج كل ما هو جديد خاصة علم الفقه الذي يعد أكثر العلوم قابلية للتجديد في المسائل المختلفة وفقا للمستجدات العصرية، بعكس بعض العلوم الشرعية الأخري مثل العقيدة والتوحيد. وكشف وكيل الأزهر خلال محاضرته عن ''حركات الإصلاح والتجديد في الفقه الإسلامي' ضمن الدورة التدريبية الأولي لشباب العلماء والباحثين بالأزهر عن أن لقاء فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بالسيد رئيس الجمهورية كان لقاء مهما يمتاز بالمصارحة الكاملة، وقد أطلع فضيلة الإمام الأكبرالسيد الرئيس/عبد الفتاح السيسي علي الجهود التي يقوم بها الأزهر في مجالي التعليم والدعوة لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف، وهي الجهود التي لاقت إشادة كبيرة من السيد الرئيس الذي وجه بالدعم الكامل لجهود علماء الأزهر الشريف من أجل الاستمرار في عملية التطوير والإصلاح. وشدد وكيل الأزهر علي عدة رسائل وجهها للباحثين خلال المحاضرة التي ألقاها بالجامع الأزهر اليوم قائلا إن التحديات التي تواجه الإسلام والأمة الإسلامية كثيرة ولكنها لن تنجح باذن الله مادام الأزهر بعلمائه موجودين، مؤكدا أن للأزهر منهجا ثابتا وواضحا في إعلاء راية الإسلام والحفاظ علي كتاب الله ولم ولن يرتبط منهجه بحاكم معين أو حتي شيخ معين، فالأزهر في كافة العصور عمل علي مساعدة أولي الأمر وفق منهجه المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم، مشددا علي أن علماء الأزهر لا يتأثرون بتغيرأنظمة الحكم، ولن يجلس يوما علي كرسي شيخ الأزهر من يبيع نفسه للسلطان. ووجه دشومان النصح للباحثين قائلا : لا تنشغلوا بالهجوم علي منهج الأزهر وركزوا علي ما ينفع الناس ولا تقفوا عند حدود ما تعلمتموه وواصلوا القراءة والاطلاعوالبحث في تراثنا الذي سيظل فوق رؤوسنا ولن يستطيع أحد هدمه. وأكد وكيل الأزهر علي أن التجديد في العلوم الشرعية وخاصة الفقه لا يمكن أن يقوم به إلا عالم متمكن يستطيع أن يستنبط الأحكام التي تواكب المستجدات وفقا للضوابط الشرعية. ورد وكيل الأزهر علي من يقومون بالهجوم علي الأئمة والمذاهب الفقهية قائلا: يجب عليكم أولا أن تنظروا إلي الأئمة أنفسهم وكيف تعامل كل منهم مع الآخر حتي تتعلموا أدب الخلاف و الاختلاف ، فقد كان كل منهم يقدم الآخر علي نفسه، فالإمام الشافعي قال 'كل الأئمة عيال علي أبي حنيفة' رغم أنه لم يره، والإمام أحمد بن حنبل قال' ما نسيت في صلاتي أن أدعو للإمام الشافعي '، حتي أن كلا منهم كان لا يخالف الآخر في مذهبه إذا ذهب إلي بلده، مشيرا إلي أن المسألة الواحدة قد يختلف الرأي فيها بين أبناء المذهب الواحد، وهذا يؤكد حقيقة أن التطوير والتجديد في الفقه من القواعد المستقرة عند العلماء وأن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان كما حدث مع الإمام الشافعي.