بينما العالم مشغول بأحداث 11 سبتمبر 2001، وفيما شعوب المنطقة تقف علي أطراف أصابعها ترقبًا لأبعاد 'الحرب علي الإرهاب'، التي بدأتها إدارة 'بوش' آنذاك، كان رجل الأعمال نجيب ساويرس، يعيش مأزقا كبيرا، نتيجة حملة شنتها صحف عربية، راحت تكشف عن محاولاته 'المستميتة'، لاحتكار شبكة المحمول السورية، وشبكات اتصال أخري في المنطقة.. وعلي أطرافها! آنذاك، اهتمت وسائل إعلام رصينة 'تتصدرها صحيفة الحياة اللندنية'، بملف احتكارات 'ساويرس'، فدخلت علي خط الأزمة، عبر تسليط الضوء علي خطته للهيمنة علي شبكات الاتصالات 'السورية.. الجزائرية.. العراقية.. '، بعد استحواذه 'في ظروف غامضة'، علي أول رخصة لتشغيل شبكة المحمول في مصر! المثير، أنه في الوقت الذي راحت فيه واشنطن 'تبيض' سمعتها بعد شهور من أحداث سبتمبر، بإنشاء شبكة إعلامية متكاملة 'راديو سوا.. فضائية الحرة.. مجلة هاي'، شرع 'ساويرس' في تفعيل خطة إعلامية تسويقية متعددة الأهداف 'العمل علي وقف الحملات الإعلامية التي يتعرض لها.. ضمان عدم تعرضه للنقد مجددا.. بناء شبكة إعلامية قوية لمواجهة خصومه في المستقبل.. '. سرعان ما ظهرت نتائج خطة 'ساويرس'، عندما فاجأت 'الحياة اللندنية' الرأي العام العربي بصفحة اقتصادية 'متخصصة'، عن حالة الاستثمار في مصر 'يشرف عليها مراسل الصحيفة من القاهرة، جابر القرموطي، المذيع الحالي في فضائية ON T.V'، وتحول ساويرس 'بقدرة قادر'، إلي راعٍ لهذه الصفحة، كما تحولت الانتقادات والاتهامات التي يتعرض لها إلي 'لقاءات.. متابعات.. تقارير صحفية'، تروج له وتسوق لاستثماراته 'يمكن مراجعة أرشيف الصحيفة خلال الفترة المذكورة'. لم ينس 'ساويرس' 'بعد كل هذه السنوات'، الحملة التي تعرض لها من الإعلام السوري، ومن ثم فرّغ كوادره الإعلامية 'ليليان داوود، وأخواتها'، للانتقام من سوريا بأثر رجعي، وكما يرفع الأمريكان شعاراتهم المزيفة 'حقوق الإنسان.. الحريات.. الحكم الرشيد.. '، لدغدغة مشاعر البسطاء، استمر إعلام 'ساويرس' في قصف حاضرة الخلافة الأموية بحجة وقف إهراق الدم السوري، بينما هو انتقام من المؤسسات السورية بطريقة 'ناعمة'. الآن، يوسّع 'ساويرس' دائرته الإعلامية 'عبر صفقات، واندماجات'، وتتعدد أبواقه 'مؤسسات.. أفرادًا'، لأنه يتورط عندما يلعب بنفسه 'في المشهد السياسي- الإعلامي'، ونذكر معركته الشهيرة قبل عامين عندما نشر علي موقع التواصل 'تويتر' صورة ل'ميكي ماوس' بلحية وعقال، وشخصية 'ميمي' الكاريكاتيرية بنقاب، ما تسبب في أزمة سياسية، كادت تنتهي بفتنة طائفية، لأن ما أقدم عليه يعد سخرية من الدين الإسلامي، وبعدما تفاقمت الأزمة، وذهب الملف للقضاء، اضطر 'نجيب' للاعتذار، واصفا نفسه ب'الغبي'!