لكل عصابة زعيم يُدير خليته من بعيد، أو من وراء ستار، وبنظرة ثاقبة يراقب جماعته، وبأصابع خفية يمولهم بالمال والسلاح والعتاد حتي يستطيعون تنفيذ كل خططه بنجاح، وبدون أدني معوقات قد تصادفهم. وتحفوا هذه العصابة مجموعة من المخاطر والصعاب لكي يتم تنفيذ خطة زعيم العصابة بقدر المستطاع بشئ من النجاح والتقدم حتي يستطيعون أن يحيزوا من رضا زعيمهم، وبعد تأدية هذه الجماعة مهمتهم بنجاح، يستولي زعيمهم علي كل الغنائم التي حصلت عليها جماعته ويعطيهم ما تبقي منه من فتافيت قد لا تُذكر. عزيزي القارئ، هذه المقدمة ما هي إلا بداية وتمهيداً لعرض ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من إرهاب وعنف واضطراب وعدم استقرار، وعدم تمتع المواطنين الآمنين الأبرياء من أقل حقوقهم في الحياة وهي العيش الآمن بدون أدني خوف أو رعب من مصير مجهول قد ينتظرهم. في الأونة الأخيرة وبالتحديد منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011م كانت هناك أيدي خفية تلعب بمقدرات الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط، ولأن الشعوب العربية في هذه الفترة كانت تعاني من تردي في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاقت هذه الثورات مردود ناجح عند هذه الشعوب، لكن سرعان ما تحولت هذه الثورات إلي اتجاهات أخري وتحولت إلي صراعات واضطرابات وأزمات ولعبت بعض الدول الكبري دوراً كبيراً فيها محاولة منها لتقسيم الشرق الأوسط. بدايةً نبدأ بالثالوث الأول وهو جماعة الإخوان المتأسلمين: كان للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل وقطر وتركيا دوراً في مساندة جماعة الإخوان المسلمين في مصر وبعض الدول العربية الأخري لافتعال الفوضي والاضطرابات والصراعات، وهذا الدور كان ليس من فراغ ولكنه كان لتقسيم التورته وتحقيق حلم تركيا في تكوين الخلافة العثمانية ومطامع بقية العصابة في الاستيلاء علي قناة السويس، ولا ننسي في ذلك دور حماس داخل سيناء من إرهاب وقتل لكي تستعيد جماعة الإخوان مرة أخري مقاليد الحكم في مصر بعد أن وعدهم الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي بسيناء، واستخرج لهم بطاقات شخصية تحمل الجنسية المصرية لبعض أعضاء حماس، لذلك جُن جنون الجميع، وصرحوا بتصريحات مُعادية للثورة المصرية في 30 يونيه ومُعادية للشعب وللجيش المصري. أما بالنسبة للثالوث الثاني: فهو تنظيم 'داعش' الإرهابي الذي ظهر في العراق وسوريا وهو اختصار ل 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' حسبما يدعون، بزعامة أبو بكر البغدادي ظهر هذا التنظيم بسرعة الصاروخ ونشب كنشوب النار في الهشيم، وامتد واتسع بأفكار إرهابية متطرفة متوارية بأفكار إسلامية مغلوطة تذبح وتقتل بشكل همجي عشوائي الأبرياء بدون أي ذنب أو مبرر، يقومون بتدريب الأطفال من جميع الجنسيات علي فنون القتال، قتلوا في الأطفال براءتهم، شيبوا الأطفال قبل أوانهم، فالدين الإسلامي بريئ من أفعالهم وتصرفاتهم، فالدين الإسلامي هو دين السماحة والرأفة والرحمة، وتعتبر 'داعش' هي الابن غير الشرعي للولايات المتحدةالأمريكية. ننتقل بعد ذلك عزيزي القارئ إلي اليمن وما يحدث بها من فوضي واضطرابات وعنف وإرهاب دامي تقوم به جماعة الحوثيين ومواليهم ضد أهل الجنوب اليمني، وما تفعله من قصف وقتل للأبرياء وتجويعهم وقطع طرق الاستغاثة عنهم، ومن ثَّم تُدعَم هذه الجماعة أيضاً من منبع آخر وهو إيران تمدهم بالمال والعتاد والسلاح وذلك لتحقيق مآرب إيران الشخصية. بهذا يكتمل ثالوث الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط وهم 'الإخوان والدواعش والحوثيين' وكلاهم وجوه لعملة واحدة ينتهجون نفس المنهج مع فارق الطريقة التي يتبعها كل منهم، متغاضين في ذلك علي كل معاني الإنسانية. بالتأكيد هذا الدعم من هذه الدول الكبري لهذه الجماعات علي الرغم أنهم ليسوا تاركين وراءهم أي دليل علي مساندتهم لهذه الجماعات، وذلك بذكاء وحنكة العصابات الكبيرة التي ترسم وتخطط دون الظهور في الصورة، تاركين أعضاء عصابتهم لنيل مصيرهم أياً كان هذا المصير لتحقيق مآربهم الشخصية. وفي الختام، ليس لي غير أن أتجه إلي الله عز وجل بالدعاء إلي كل المسلمين في كل مكان بأن يهديهم الله إلي كل الخير والرشاد لصالح المنطقة العربية والإسلامية. وللحديث بقية. [email protected]