رحل 'الخال' عبد الرحمن الأبنودي، أشهر شعراء العامية في مصر و العالم العربي، والذي شهدت معه وعلي يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، كتب لكبار المطربين، وتنوعت أعماله ما بين العاطفي والوطني والشعبي. ولد 'الأبنودي' عام 1939، في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل بعدها إلي مدينة قنا، وتحديدًا في شارع بني علي، حيث استمع إلي أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال، وله منها ابنتان آية ونور. استطاع 'الأبنودي' أن يحفر اسمه في قلوب عشاقه ومحبيه، قبل أن يحفرها في التاريخ، بفضل بساطة لغته وكلماته، والتي ما إن تسمعها أذنيك حتي تشعر بالألفة والمحبة. صدر ل'الأبنودي' أكثر من 22 ديوانًا شعريًا، وغني له الكثير من المشاهير، وعلي رأسهم: عبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، ووردة الجزائرية، وماجدة الرومي، وآخرين. لم يكن الخال مجرد شاعر فقط، بل كان إنساناً محبا لوطنه وأبنائه، لم يوفقه القدر في إنجاب البنين، ولكن قدر الله له أن يجعل الشعب المصري، والعربي عامة، أبناء له، يحزنون لحزنه، ويفرحون لفرحة. وقال عنه الكاتب الصحافي محمد توفيق، في مقدمة كتابه 'الخال': 'هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن'. حصل الأبنودي علي جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014. ربما رحل 'الخال' عنا بجسده، لكنه ما زال بيننا بأعماله وذكرياته الجميلة والتي لن تفارق أذهان الشعب المصري والعربي لفترة طويلة.