يتقافز من جانب إلي آخر، يغتر بقوته إذا كان خصمه ضعيفاً، ولكنه سرعان ما يدرك أن ذكاءه هو سلاحه الأمضي حينما يواجه خصماً أقوي.. استراتيجيته: البقاء مهما كانت الظروف، وتكتيكاته متغيرة بتغير المعطيات واتجاه الريح.. تلك هي صفات 'الذئب'، ولكنها تنطبق - وبصورة جد نادرة - علي بني البشر، ولكنهم بشر من نوعية.. الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، صاحب التاريخ الطويل في الرقص علي حبال الخديعة؟!! '1' قصة صعود صالح لحكم اليمن تعكس جموح الطموح المفتوح، ففي يونيو 1974م تولي المقدم إبراهيم الحمدي رئاسة اليمن وحاول تحديث بلاده وفق معطيات 'الدولة الوطنية' الحديثة، محاولاً تحجيم دور 'القبيلة' في المشهد السياسي، إلا أن ذلك لم يعجب البعض، فكان الانقلاب علي تجربة الحمدي باغتياله في 11 أكتوبر 1977م.. وكانت الأداة القاتلة : أحمد الغشمي، وعلي عبد الله صالح.. والأول أصبح رئيساً للبلاد حتي اغتيل بواسطة 'طرد مفخخ ' أرسله إليه رئيس اليمن الجنوبي وقتها سالم ربيع علي 'الشهير ب سالمين' انتقاماً لاغتيال صديقه الحمدي، ويبدو أن سالمين لم يستطع الوصول لصالح لينال عقاب جريمته!!. '2' قصة الطموح بلغت ذروتها بوصول صالح لرئاسة اليمن بعد الاتفاق مع قبائل حاشد وبكيل. وقد تمكن من البلاد لأكثر من 33 سنة كاملة، تحالف خلالها وانقلب علي أفراد، وجماعات، وحكومات بدم بارد.لكن أخطر ما قام به كان 'مذهبة ' الجيش، وشراء الولاءات القبلية مما مكنه من لعب ' الدور الأخطر' في اليمن حتي اليوم بتحالفه مع الحوثيين 'وكلاء إيران' والذين حاربهم من قبل!!. كما عاهد صالح السعودية طويلاً ثم انقلب عليها رغم سخائها معه عبر المبادرة الخليجية !!. '3' صالح الأن بات محاصراً ك 'الفأر المذعور ' بين: قبائل ناقمة، 'وشرعية رئيس' تريد أن تفتك به، إضافةً إلي قوات تحالف عربية تضرب قواعده وحلفاءه من الحوثيين، فضلاً عن تلك الجوائز المالية السخية للقبض عليه حيأ أو ميتاً، وكذا رفض جيبوتي استقباله حين أراد الهروب. وأخيراً : من صفات 'الذئب' أنه يتحين الفرصة الأفضل ولو أدي ذلك لأن يتأخر عن تحقيق مبتغاه، ولكن يبدو أن 'حسابات صالح' هذه المرة قد آن لها أن تدخل 'مرحلة الصفر': إما 'هاربا' أو 'سجيناً' أو 'قتيلاً'.. والله تعالي أعلم!!.