صباح اليوم التالي لاختتام ' مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري '.في مدينة ' شرم الشيخ ' التي شهدت العديد من القمم العربية والدولية ، ووسط الفرح الشعبي الكبير الذي غمر مشاعر المصريين بنجاح ذلك الحدث االاقتصادي السياسي التاريخي في مدينة السلام علي أرض سيناء المصرية المباركة.. بحضور نخبة ممتاز من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة بلغت ثلاثين شخصية في مقدمتها العاهل الأردني والعاهل البحريني وأمير دولة الكويت وولي العهد السعودي ونائب رئيس الدولة الإماراتي والرئيس السوداني، ، ورؤساء حكومات ومنظمات عربية وقارية ودولية وبمشاركة حشد هائل من ألفين وخمسائة شخصية من رؤساء الشركات والبنوك المصرية والعربية والعالمية من مائة دولة توقفت بالتأمل طويلا أمام صورثلاث، الأولي، الصورة الأبلغ في التعبير من ألف صورة وصورة، والتي تصدرت الصفحة الأولي للصحف المصرية والتي يتوسطها الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتف حوله علي جانبي الصورة مئات الشباب المتطوعين المصريين من الجنسين الذين كانوا الجنود المجهولين المشاركين، فأراد الرئيس أن يكرمهم بالضوء الباهر علي دورههم في تنظيم فعاليات هذا المؤتمر الباهر النجاح. في أشارة ذات أكثر من دلالة واضحة علي أن المؤتمر الذي حمل شعار ' مصر المستقبل' قد تحقق ليس فقط بشباب مصر الذي يمثل نصف الحاضر، وإنما أيضا قد أقيم لصالح هذا الشباب صاحب كل المستقبل.. وفي دلالة أخري ذات مغزي إنساني عميق علي أن مصر ذاخرة بالشباب الوطني الإيجابي القادر والفعال والبناء أكبر وأكثر بكثير من نماذج سلبية غابت عن الصورة ربما لأنها فقدت البوصلة أو ضلت الطريق ولأنها كانت الصورة الختامية للمؤتمر، فلقد جاءت كرسالة واضحة للشعب المصري وللعالم تتوج كل المعاني، تقول للشقيق وللصديق وللعدوأيضا أن مصر الجديدة مصر الشابة هي بالفعل في الطريق إلي المستقبل والصورة الثانية التي استوقفتني طويلا هي الصورة البالغة الدلالة علي محورية وأهمية الالدور المصري في العالم، التي تصدرت الصفحات الأولي من الصحف العربية وربما العالمية أيضا صباح اليوم التالي لافتتاح القمة، والتي تظهر مشهد شامل مهيب لقاعة المؤتمر الكبري الحاشدة بكل القادمين إلي مصر من الشرق والغرب والشمال والجنوب احترما لمكانة مصر وثقة في قيادة مصر.. تلك الصورة التي غاب عنها من وقفوا وحيدين ومعزولين عن مشهد الفرح المصري والعربي والعالمي الكبير، ذلك لأنهم اختارو الوقوف في الاتجاه الخاطيء من التاريخ بإعلان العداء لمسيرة مصر نحو المستقبل، وبتحدي إرادة الشعب المصري في اختيار مساره وفي حقه في اختيار حاكمه، دون وصاية من أحد بعدما ولي زمن الوصاية والتبعية بعد ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية ضد الحكم الظلامي الفاشي أما الصورة الثالثة فلقد كانت في الواقع أكثر من صورة مجمعة في صورة واحدة، والتي تصدرتها صورة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية الراحل، أول من دعا إلي عقد هذا المؤتمر دعما لمصر، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية الراحل الذي كانت بلاده ولاتزال أول الداعمين لمصر، فلقد كان كل منهما هو الحاضر الغائب بمواقفه المشهودة في مواقف كثيرة إلي جانب مصر وإذا كان من واجبنا كمصريين أن نقدم واجب الشكر لكل من شارك بالدعم لاقتصادنا الوطني مثل الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الذي كان أول من أعلن في الجلسة الافتتاحية دعم بلاده بأربعة مليارات دولار، وواجب العرفان للأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الذي أعلن عن الدعم السعودي بالقيمة ذاتها ، وواجب الامتنان للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات الذي أعلن في الجلسة ذاتها عن دعم إضافي بنفس القيمة بالإضافة إلي ماسبق تقديمه من دعم لمصر علي مدي العامين الماضيين بماقيمته أربعة عشر مليار دولار. إلا أن فرحة الشعب المصري كانت أكبر بما سمعه من الأشقاء الأوفياء والأصدقاء الأعزاء المشاركون المتحدثون من كلمات وشهادات تقديرا لمصر و تكريما لتاريخها وحضارتها وعطائها الثقافي ودورها المحور في وطنها العربي وأمتها الإسلامية وقارتها الأفريقية بل وللعالم كلهعبر التاريخ.. وربما لن ينسي المصريون قول الشيخ محمد بن راشد المؤثر : 'إن مصر هيي الوطن الثاني للإماراتيين، كما أن الإمارات هي الوطن الثاني للمصريين.، فمصر هي كنانة الرحمن وقلب السلام، وفيها خير أجناد الأرض، وبها ومعها يصنع التاريخ الذي يعلمنا أن مصر قادرة علي بعث الحياة في الأمة وعلي تجديد مسيرتها، وعلينا إعادة قراءة التاريخ عن انكسار الغزاة علي عتباتها ن ومسيرات التحررالتي انطلقت من ترابها وعلمائها وأزهرها الشريف '. ولهذا لم يكن غائبا عن فكر أحد ماقاله الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نجاح هذا الحدث التاريخي ملخصا تلك الحدوتة المصرية التاريخية الرائعة بقوله إن مصر الحضارة التي علمت الدنيا في الماضي قادرة علي أن تعلمه في الحاضر أيضا دروسا جديدة.. وإن مصر الوفاء لن تنسي من وقف مساندا لشعبها ولامن من وقف مجافيا لإرادته. وأخيرا، فإن الدرس الجديد في رأيي هو درس التحدي والاستجابة الذي يصنع حركة التاريخ، وبينما صمدت مصروصعدت لأنها تكتب التاريخ وتصنع المستقبل بقبولها للتحدي وقدرتها علي الاستجابة له، سقط الذين راهنوا علي سقوطها لأنهم وقفوا وحيدين في ركن مظلم في الموقف المضاد لحركة التاريخ.