قال أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في كلمته التي ألقاها، صباح اليوم، بالنيابة عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع والعشرين للمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية، والمنعقد تحت عنوان 'عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح': إنَّ هذا المؤتمر قد جاء في لحظة مهمة ظهرت فيها جماعات إرهابية أشد إرهابًا من جماعات كانت موجودة علي الساحة بالفعل لتتصدر المشهد، وأصبح الإرهاب يجتاح دولًا كثيرة في المنطقة، وأنه بات واضحًا وظاهرًا للعيان بأن المستهدف ليس دولة بعينها، ولكن دول العالم الإسلامي بأسرها، وبالأساس مصر قلب العروبة النابض. وأعرب أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، عن شكره للمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية الذي يعقد مؤتمره السنويّ منذ عشرين عامًا، ليثير قضايا تُهِمُّ المسلمين، وقد قدَّم العديد من الموسوعات والمطبوعات والمنشورات بلغات عديدة. وأكد وكيل الأزهر أن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت علي ما تقتضية كل الأديان والأعراف الدينية والإنسانية وأصبح علينا أن ننبذ ما بيننا من خلافات لنستطيع مواجهتها والقضاء عليها، مضيفًا 'لقد عقدنا الكثير من المؤتمرات، وشارك الأزهر الشريف فيها جميعاً، كذلك شارك الإمام الأكبر بها لكشف خطر هذه الجماعات وتحذير العامة والخاصة من خطرها، ولقد حان الوقت أن ننطلق من الحديث النظريِّ إلي العمليِّ، لنحول حديث المؤتمرات إلي خطط عمل علي أرض الواقع'. وتابع 'لقد بدأ الأزهر بنفسه، وفور انتهاء مؤتمره العالمي لمواجهة الإرهاب، والذي انعقد في الثالث والرابع من ديسمبر الماضي، وصحح خلاله مفاهيم الخلافة والدولة في الإسلام، من خلال عدة بحوث - قام شيخ الأزهر بجمع قادة الأزهر الشريف، وطالبهم بتحويل توصيات المؤتمر إلي خطط عمل علي أرض الواقع'. وأردف 'وبالفعل انطلقت هذه الفعاليات بالتعاون مع عدة وزارات، وكان من نتائجها مبادرة 'الأزهر يجمعنا' التي انطلقت بالتعاون مع وزارة الشباب، لتستهدف الشباب، وتوعيهم بصحيح الدين، وقد وصلت إلي الشباب من خلال أكثر من أربعة آلاف مركز شباب'. وشدد فضيلته علي ضرورة أن تتحول التوصيات النظرية التي تخرج بها المؤتمرات إلي واقع عمليٍّ علي الأرض، قائلًا: 'أذكر في هذا المقام تكليف الإمام الأكبر لوعاظ الأزهر بأن يذهبوا للناس حيثما وجدوا، حتي في المقاهي، ليتحدثوا معهم عن هموم الوطن وخطورة الجماعات المتطرفة'. وأوضح أن هذه الجماعات المتطرفة تمتلك دعمًا لا تمتلكه معظم المؤسسات، لهذا فالأزهر الشريف يطالب جميع المؤسسات بدعمه في الحرب الإلكترونية التي يشنها المتطرفون، وينشرون من خلالها آلاف الأفكار الخاطئة بين الشباب. واعتبر وكيل الأزهر أنَّ هناك خطأ يروِّج له البعض، وهو أنَّ هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية، وهذا باطل، مؤكِّدًا أنَّ هذه الجماعات لا تنطلق من منطلقات دينية إسلامية أو غيرها، لأن جميع الأديان برئية من أفعالها، ولكن لها أسباب أخري معروفة أدَّت لظهورها وتلاقت مع مطامعَ استعمارية وعدو تاريخي يدعم هذه الجماعات وينصرها، ونحن نساعدها حين نعطيها غطاء دينيًّا، ونقول: إنها تنطلق من منطلق ديني.