تمكنت التنظيمات الإرهابية كداعش في سورياوالعراق، وتنظيم القاعدة في اليمن وغيرها في مالي ونيجيريا وليبيا من استقطاب عدد كبير من شباب أوروبا في السنتين الأخيرتين والقيام بتدريبهم والاستفادة من خبراتهم الدراسية في بلدانهم لإفادة تلك التنظيمات لتتمكن من محاربة الجيوش النظامية والحلف الدولي بشكل غاية في التطور والقدرة علي استخدام الحرب الإلكترونية التي تعتمد علي المعلوماتية وشبكات التواصل الاجتماعي، حدث ذلك في غياب وتأخر كبير لدول أوروبا التي أساءت تقدير أعداد هؤلاء المتطوعين أو القيام بالحلول الاجتماعية والسياسية والفكرية الصحيحة لعلاج تلك الظاهرة الخطيرة والمنتشرة في مدن أوروبا. وضواحيها التي تعج بالمهاجرين من بلدان عربية وأفريقية وإسلامية الذين يعانون الفقر والتهميش والتحقير والعنصرية فانضموا إلي التنظيمات الإرهابية التي أمدتهم بأمل الخلاص ثم المال مع الوعد بتغيير العالم عن طريق قيام الدولة الإسلامية وتوسعها في أوروبا وتطبيق الشريعة التي يروجون لها ويرونها الحل الأمثل في الوقوف ضد العولمة والأنظمة المستبدة في كل بلاد العالم. وبرغم قيام الدول الأوروبية بالكثير من العمليات الحربية والطلعات الجوية لدحر تلك التنظيمات، إلا أن الحرب معها يبدو أنها ستكون طويلة بسبب تمكن تلك التنظيمات من تنظيم نفسها وقدراتها الدفاعية ومواصلتها تجنيد الكثير من شباب أوروبا والعالم وتمكنهم من اختراق المعلوماتية وأجهزة الاستخبارات للدول الأوروبية، فرغم عمل أجهزة مكافحة الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي ورغم سن القوانين الصارمة والعقابية ضد الشباب المجند إلا أن التنظيمات الإرهابية مازالت قوية في استقطاب الشباب وتجنيده عبر المؤسسات الدينية كالمساجد، والمؤسسات العلمية كالمدارس والجامعات والتي تنتشر بكثرة في المدن الأوروبية، ورغم تقدير دول أوربا لأعداد الشباب الذي نزح لتلك التنظيمات إلا أن أوروبا اكتشفت مؤخرا أن الأعداد أكبر بكثير مما يتصور إضافة إلي الأعداد الكبيرة التي تسعي للسفر لمناطق التنظيمات الإرهابية، كما أن حركة الذهاب والمجيء مازالت قائمة وهو ما يخشي منها من القيام. بعمليات إرهابية متوقعة علي غرار حادثة الاعتداء علي جريدة شارلي إيبدو بباريس وهو الاعتداء الأكبر الذي لفت أنظار العالم إلي خطورة الإرهاب وخطورة الخلايا النائمة في المدن الأوروبية وغيرها، ففي فرنسا هناك أكثر من 1000 مجاهد موجود في داعش ومعه أعداد كبيرة من كل دول أوروبا يعملون بكفاءة مع التنظيمات الإرهابية وقدرة بعضهم علي السفر وتجنيد الكثير من الشباب والدليل هو أفراد الخلية الإرهابية التي اشتركت في عملية شارلي إيبدو والمتجر اليهودي، ثم قيام بعضا من شباب فرنسا المنخرط مع داعش بالاشتراك في القيام بقطع رؤوس الجنود السوريين ويدعي مايكل سانتوس ويسمي أبو عثمان من منطقة فاليمار الباريسية، ورفيقه الذي أعلن إسلامه ويسمي مكسيم أوشار وقد تم التعرف عليهما من زملائهم في فرنسا وهم يقومون بالعملية وهم كاشفي الوجوه وهو ما تسعي إليه داعش من أجل بث رسالة التخويف لأوروبا وضمان ولاء المجاهدين لها في الداخل والخارج مما يثبت نجاح داعش في استقطاب الكثير وقدرتها علي مواصلة جذبها للشباب من الجنسين من بلدان أوروبا، كما تم التعرف علي الشاب البريطاني الذي كان قد قام بقطع رقبة الصحفي الأمريكي من قبل وغيرها من الكثير من الجرائم التي ترتكبها داعش وتقوم بإجادة عرضها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتبثها في مقدرة فائقة وتقنيات عالية علي غرار أفلام هوليود وهو ما يحرج الدول الغربية ويجعلها عاجزة أمام مكافحة تلك الظاهرة والتخلص من التنظيمات الإرهابية التي تضرب بقوة في الكثير من بلاد العالم، والأخطر في ذلك أن الحرب التي تدار من قبل التنظيمات الإرهابية هو استخدامها الماهر في إدارة الحرب الالكترونية والاستفادة من نظم وتكنولوجيا المعلومات بالاعتماد علي شباب أوروبا المتفوق في ذلك إضافة إلي وجود الأسلحة الحربية المتطورة والقدرة علي التدريب العالي والاعتماد علي بعض الدول التي تتعامل مع تلك التنظيمات وتقيم علاقات مشبوهة ومصالح سياسية واقتصادية وفكرية معينة وتسهل لشبكات الجهاد والتطرف سهولة التنقل والدخول والخروج إلي تلك البلدان ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر تركيا وقطر اللاتي يساعدن تلك التنظيمات ويتراجعان عن القيام بالدور المنوط لهما بمساعدة الحلف الدولي الذي يتصدي لداعش والنصرة في العراقوسوريا الآن وتراجعهما عن تبادل إعطاء المعلومات الاستخباراتية الصحيحة عن حركة تنقل المجاهدين وهو ما سبب اختراق لأجهزة الاستخبارات في البلدان الأوروبية وساعد بدوره في نجاح بعض العمليات، وإن لم تتحرك دول الاتحاد الأوروبي وتتضامن مع الدول العظمي ومع الدول العربية التي تنكوي بنار تلك التنظيمات وإعلان حالة التضامن القصوي والوقوف صفا واحدا بعيدا عن المصالح المشبوهة والضيقة فإن تلك البلدان ستكون معرضة إلي الكثير من العمليات الإرهابية الكبيرة في مدنها لوجود الكثير من الشباب الممهد للسفر والخلايا السرطانية النائمة والمنتشرة في الضواحي والمدن الأوروبية التي يمكن أن تساعد في وجود الكثير من الأمراء علي غرار البغدادي ووضع الأعلام السوداء لداعش علي المدن الأوروبية.