تلاحظ لنا في الفترة الأخيرة محاولات النيل من الأزهر وسماحة الإمام الأكبر، وللذي لا يعلم فان الأزهر من لدن إنشائه في 972 م إلي الآن وهو جزء لا يتجزأ من الكيان المصري والعربي والإسلامي، فمنه بدأت الثورات ومنه أشعت جذور العلم والنور، وهو قبلة المسلمين ومبتغاهم، وللعلم فلن تتوقف هذه المحاولات، فالكتاب الذين دأبوا علي النيل من الأزهر وعلمائه عبر الفضائيات أو الصحف ظني أنهم لا يريدون خيرا لوطننا، وأقص علي حضراتكم واقعة حدثت لي ففي العام الماضي وتحديدا في منتصف شهر مايو جمعني لقاء مع فضيلة الإمام الأكبر بمكتبه بحضور السكرتير الخاص بفضيلته الشيخ يحي الكسباني فما أن دخلت إلي مكتبه إلا وقام للترحيب بي، فانحنيت وقبلت يد فضيلته وأصر علي أن يجلسني بجواره في الوقت الذي كان متواجدا معنا الدكتور محمود عزب رحمه وضيوف آخرون، وبعد أن جلست قلت في غضب يا فضيلة الإمام هل من هب ودب ينال من مقامكم الكريم والأزهر الشريف، فابتسم وقال لي يا بني لن ننشغل في معارك جانبية وتلا قول الله تعالي 'فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض '، بدوره قال الدكتور محمود عزب مستشار فضيلته لحوار الأديان يا فضيلة الإمام ما يقوله ابننا عبد اللطيف هو صحيح لابد من أن نردع كل من تسول له نفسه الاعتداء ولو باللفظ، هذا جزء من حواري مع فضيلة الإمام الأكبر مما يؤكد لي انه لو انشغل بما قيل وقال لن يتفرغ للهموم العظمي الملقاة علي عاتقه، لم يقتصر الأمر علي الشيخ فقط بل طال الأمر وكيل الأزهر الرجل المحترم شومان واتهم الرجل بمداهنة الحكام، كذلك اتهمت المناهج الأزهرية بأنها تدعوا إلي التطرف والإرهاب وسار الحديث أمرا يشغل المنتديات وكأن الإرهاب الذي يطال العالم كله صناعة أزهرية؟ فلماذا لم يكن شيوخنا العظام ذات فكر متطرف أمثال الشعراوي ومحمد عبده وأبو زهرة وغيرهم مما لا يسع المجال لذكرهم. يبدو أن قلة مارقة تستغل الظروف التي تمر بها المنطقة ومصر التي تنهض بنفسها من جديد بهدف تخريب الأزهر والقضاء علي دوره العالمي الذي لم ولن يختلف عليه العقلاء، أو انه هالهم حضور الأزهر علي كل بقعة من المعمورة سواء بشيوخه أو علمهم، وقد يكون كلامكم منطقيا لو إن شيوخه أفتوا بخلاف شرع الله الحنيف، لكن أن يخرج هذا الكلام البغيض من بني جلدتنا فهذا التطرف والإرهاب بعينه، ماذا تريدون من الأزهر وشيوخه الإجلاء؟ ماذا تريدون من مناهج الأزهر وهي التي تدرس في عموم الأرض قاطبة ولم يشكو منها حتي أصحاب الديانات الأخري؟ أتريدون أن تضلوا السبيل؟ أتريدون فتاوي لا أصل لها ولا تشريع؟ أتريدون إفراغ الأزهر من مضمون رسالته؟ وما هو البديل في حالة غياب الأزهر وعلماؤه؟ لكني أقول لكم رفعوا أيديكم عن الأزهر، لا تلعبوا به ولا معه، لأن ذلك لعب بالنار وعواقبه شديدة الخطورة، والأزهر هو الحصن الأخير في مصر الدولة، في وجه تيارات الغلو والتطرف والفوضي والاضطراب، والأزهر شئنا أم أبينا أصبح جزءا حيويا من هوية مصر ورمزية وجودها، نعم للنقاش وحرية الفكر ولا للتعصب والتطرف والإرهاب الذي عانينا ولا زلنا نكتوي بناره.. فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلي الله، حفظ الله مصر وأزهرها الشريف.