أثار فيلم النبي 'محمد' جدلآ واسعاً خلال هذه الأيام ومخرجه الإيراني ' مجيد مجيدي '، العمل الذي آثار حفيظة المؤسسات الدينية وجعلها تطلق حملة مسبقة لتعلن رفضها التام الي تجسيد الأنبياء في اعمال فنية او درامية. وكان الأزهر قد دخل في الكثير من المعارك مع صدور افلام تجسد الانبياء مثل فيلم نوح لراسل كرو وفيلم موسي لريدلي سكوت ونجح في منع عرضها في مصر الأمر الذي اتبعه بعض البلدان العربية مثل المغرب والإمارات من جانبهم رفض المثقفين والأدباء منع الأعمال الفنية ومصادرة حرية الفكر والتعبير وكبت الحريات، مشيرين ان منع الأفلام لا يحد من رؤيتها بل يحدث العكس في اقبال الجمهور عليها من خلال القنوات المفتوحة والانترنت، موجهين سؤالا للرقابة والازهر كيف تمنع الاعمال الفنية والمجتمع يحتاجها في هذه الأوقات واين حرية التعبير التي قال عنها الرئيس السيسي. ومع انتهاء تصوير فيلم' محمد ' وتسريب عدد من الصور والمقاطع من الفيلم قبل البدء بطرحه في دور العرض يطفو علي السطح الجدل الفقهي حول تحريم المؤسسات الدينية في الدول المنتمية للمذهب السني تجسيد الأنبياء في الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وتدور احداث الفيلم حول طفولة النبيّ محمّد 'ص' منذ ميلاده في عام الفيل، وهو العام نفسه الّذي حاول فيه أبرهة الحبشيّ هدم الكعبة بمجموعة من الفيلة، كما يتناول مجموعة من الشخصيّات التي أثّرت في حياة النبي، من والدته آمنة بنت وهب، ومرضعته حليمة السعديّة، وتجسّدها الممثّلة الإيرانيّة سارة بيات، إلي عمّه حمزة، وجده عبد المطلب، ويقوم بدوره الممثّل الإيراني مهدي باكدل. وقد بلغت ميزانيّته 50 مليون دولار. ويعتبر الفيلم السينمائي الأول من نوعه الذي يجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة وهو ما يحرمه أهل 'السنة' ويبيحه بعض الشيعة، امتدادا للأزمات المذهبية بين إيران من ناحية ودول الخليج العربي ومصر من ناحية أخري. و يدخل فيلم ' محمد ' في خلاف مذهبي عميق بين إيران الشيعية وحلفائها في العالم من جهة، وبين الدول الإسلامية السنية من جهة أخري، وهو خلاف تطور إلي خلاف سياسي بين الجانبين و لم يكن فيلم محمد اخر الافلام التي اثارت حالة من الجدل وهو ما تعرض له فيلم ' Exodus: Gods and King ' او ' الالهة و الملوك ' و الذي يتناول قصة حياة سيدنا موسي عليه السلام حيث خرجت انباء حول عرضه في نهاية ديسمبر الحالي وهو ما نفاه بعد ذلك موزع الفيلم في مصر و لكن استطاع الفيلم ان يحقق نجاحا كبيرا علي مستوي الايرادات في شباك التذاكر الأمريكية ويتوقع ان يعرض هذا الفيلم خلال العام القادم 2015 في صالات السينما الايرانية بالتزامن مع دور العرض في الدول المسلمة بعد ترجمته الي ثلاث لغات هي العربية والانجليزية والاوردو. وتم تصوير 99 بالمائة من المشاهد في ايران، وصورت المشاهد المتعلقة بخروج ابرهة الحبشي بجيش كبير للهجوم علي مكة وهدم الكعبة المشرفة في القارة الافريقية. ومن ابرز الوجوه الفنية التي شاركت في الفيلم الفنان مهدي باكدل بدور ابي طالب وعلي رضا شجاع نوري بدور عبد المطلب ومحسن تنابندة بدور صاموئيل وداريوش فرهنغ بدور ابي سفيان ومينا ساداتي بدور آمنة وسارة بيات بدور حليمة السعدية وبانته آ بهرام بدور فاطمة بنت اسد. يذكر ان المصور الايطالي المعروف 'Vittorio Storaro' شارك أيضا في تصوير الفيلم.