" ذُق .. إنك أنت العزيز الكريم " * عندما يعمل 'نظام سياسي' سمساراً وعميلاً لدي تل أبيب وواشنطن ضد المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق فلا تستغرب أن تصل ثروة رئيسه وعائلته إلي 70 مليار دولار '420 مليار جنيه مصري' وأن يطالبه الشعب بالرحيل !! * المطلوب قبل الرحيل محاكمات شعبية واسعة لرموز الفساد المالي ولوبي التطبيع مع العدو الصهيوني وفي مقدمتهم ؛ 'عبد المنعم سعيد – علي سالم – محمد بسيوني – أنيس منصور – جلال الزربا – حسين سالم الذي أثري من توصيل الغاز لإسرائيل في صفقة واحدة أكثر من مليار دولار !! * لقد نزلت هذه الآية الكريمة 'ذُق .. إنك أنت العزيز الكريم' [ الآية 49 – سورة الدخان ] في 'أبو جهل' ، ذلك 'الكافر' الذي حارب الدعوة المحمدية بأبشع الأساليب وأحقرها ، وقيل أن أبا جهل بن هشام ، كان يصف نفسه بأنه 'العزيز الكريم' ، وكان يقول : [ ما بين جبالها أعز ولا أكرم مني' فعندما أذله الله وقتله رجال الإسلام الأوائل نزلت فيه الآية الكريمة " ذُق .. إنك أنت العزيز الكريم " توبيخاً وتحقيراً له بما كان يصف به نفسه في الدنيا ؛ وإذا ما استعرنا مضمون هذه الآية الكريمة ، في توصيف رجال النظام السابق ، من مبارك مروراً بالوزراء وصولاً إلي عائلته التي كانت جزءاً رئيسياً من النظام السياسي وكانت تتدخل فيه وبقوة وصلت إلي حد تعيين ثلثي الوزراء وصناعة السياسيات وتحديد خيارات البلاد ، إذا استعرنا هذه الآية الكريمة ، فإنها تكفي لتوصيف حالة 'النظام ككل' وليس رأسه الحاكم فقط ، إنه يشرب الذل الآن ، يتذوقه ، قطرة قطرة ، يشرب مما صنعت يداه ، سواء في إفساده وفساده وسرقاته ونهبه أو في بيعه لشرفاء الأمة وقضاياها وبخاصة قضية فلسطين والمقاومة في لبنان والعراق وفلسطين ، وتجاوز دوره ، إلي حد العمالة بأجر وأحياناً مجاناً لدي تل أبيب وواشنطن ، إن نظاماً قبل أن يعمل سمساراً ، وعميلاً ليس غريباً إذن أن يكون فاسداً في ذمته المالية ، من قمته إلي أخمص قدميه ، وأن يتهم رئيسه وعائلته 'وفقاً للجارديان البريطانية' بأن ثروته قد تجاوزت ال 70 مليار دولار '420 مليون دولار' ، كما سنفصل لاحقاً ، ولنفتح ملفات 'نظام أبو جهل' الذي آن له أن يرحل .. بعد أن يذوق ما أذاقه للمصريين من ذل وإهانة طيلة ثلاثين عاماً . '1' مبارك : الكنز الثمين لإسرائيل * عندما تصف قيادات الكيان الصهيوني قبل عدة أيام مبارك بأنه 'كنز استراتيجي لإسرائيل' فهي لم تكذب لكنها قالت الحقيقة كاملة ، فالرجل شارك السادات ، في طريق الخيانة ، مبكراً جداً ، تحديداً منذ العام 1977 حين زار السادات 'القدس في مبادرته الشهيرة ، ثم رافقه في توقيع اتفاقات العار – اتفاقات كامب ديفيد 1979' التي نقلت مصر من مربع العروبة والإسلام والشرف إلي مربع العمالة بأجر 'هو هنا المعونة الأمريكية 2 مليار دولار سنوياً' وأحياناً من غير أجر ، وأضحت تستخدم كأداة في ضرب المقاومة وتشويهها ، وحصار الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح ، وعبر سياسات رخيصة قامت بها الأجهزة الأمنية والمخابراتية ، لخدمة الموساد والC.I.A ، ولم يعد جديداً أن نذكر من فضح هذا الدور الرخيص الذي لعبه النظام المصري الراحل ، هم رجال العدو الصهيوني نفسه ، وملف الخدمات التي قدمها نظام مبارك لصالح واشنطن وتل أبيب متخم فمن حصار العراق ثم ضربه عام 1990 ، إلي المساهمة العملية في إسقاط نظام صدام حسين عبر استخدام مصر كمنطلق ومعبر للطائرات وحاملات الطائرات الأمريكية ، إلي العمليات المخابراتية المشتركة مع المخابرات الأمريكية والتي وصلت إلي حد المشاركة في تعذيب العراقيين والأفغان وأبناء الحركات الإسلامية لنزع الاعترافات منهم ، مع جعل مقر أجهزة أمن الدولة في مصر وأجهزة المخابرات أقرب 'لجوانتانامو مصري' لصالح واشنطن ، من هذا الدور إلي الدور الخبيث والإجرامي المتواطيء مع العدو الصهيوني في حرب 2006 ضد لبنان بالاشتراك مع الحكم السعودي وهو التواطيء الذي لم يقتصر فقط علي التجني السياسي علي المقاومة اللبنانية وتحميلها مسئولية العدوان ، ولا اقتصر علي الفتاوي الدينية الوهابية التي تكفر حزب الله وتحرم مساعدته في حربه ضد إسرائيل 'فتوي الشيخ السعودي أعمي البصيرة ابن جبرين' ، إنما امتد التعاون مع إسرائيل إلي حد مساعدتها لوجستياً في الحرب مع التواطؤ مع سعد الحريري وبندر بن سلطان الوسيط المخابراتي بين تل أبيب والسعودية ، واستمر الدور المتواطيء مع إسرائيل والحامي لأمنها ليصل إلي حد اعتقال شاب من حزب الله 'سامي شهاب' كان يحاول أن يقدم دعماً مالياً وغذائياً للمقاومة الفلسطينية قبل وأثناء العدوان الصهيوني عام 2008 ، وقام الأمن بأمر من النظام السياسي بفبركة قضية أسماها 'خلية حزب الله في مصر' والتي ضخم الإعلام الحكومي منها بطريقة مبتذلة خاصة الكتابات المنشورة في صحف 'الجمهورية – الأهرام – روزاليوسف – الأخبار' وكان بعضها من الرخص بحيث يشبه راقصات 'الاستربتز' يتعري ويرقص حسب الطلب ، واستمر الدور المتأمرك للنظام ضد المقاومة اللبنانية علي حاله حتي اليوم ، الأمر الذي كره فيه كافة فصائل الشعب اللبناني بإستثناء سعد الحريري وشركته 'أقصد حزبه' ، ولذلك لم يكن غريباً أن يخرج الشعب اللبناني فرحاً ومسانداً لثورة 25 يناير المصرية ضد النظام الذي تواطأ ضدهم وضد مقاومتهم والذي حمي أمن إسرائيل حتي آخر نفس. * والأمر ذاته يقال عن الموقف السيء الذي وصل إلي حد العمالة المجانية للنظام المصري ضد حركات المقاومة الفلسطينية وبخاصة حماس والجهاد لصالح رجل إسرائيل الأول في فلسطين 'أبو مازن' تارة والموساد والجيش الإسرائيلي تارة أخري ، وسجله في ذلك حافل بحيث يحتاج ليس إلي مقال آخر ، بل إلي مجلد ضخم ، ويكفي موقفه الخياني تجاه الأنفاق التي توصل الغذاء للشعب الفلسطيني ، وحصاره الخانق ، وبناء الجدار العازل والإذلال المهين للفلسطينيين علي معبر رفح . ****** '2' يتصل بدور السمسار والعميل لإسرائيل 'دور النظام السياسي – نظام أبو جهل' يتصل بالتطبيع السياسي والاقتصادي والعسكري مع العدو الصهيوني إلي حد الإضرار بالأمن القومي المصري الحقيقي منذ '1979 حتي 2011' ولقد أعددنا موسوعة تحت عنوان 'ثلاثون عاماً من التطبيع بين العدو الصهيوني ومصر' نرجو أن تصدر قريباً ، والتي نكشف فيها بالوثيقة والمعلومة الدقيقة ، ملفات هذا التطبيع ورجاله الكبار في كافة المجالات من الثقافة للاقتصاد ومن الفن للسياحة ، والذين يستحقون محاكمة شعبية عاجلة علي جريمة التطبيع مع العدو ، ومن هؤلاء نذكر د. عبد المنعم سعيد 'فيلسوف الغبرة في تبرير التطبيع والرأسمالية المتوحشة والذي صدق نفسه وبدأ ينظر للنظام وللتطبيع ثم عندما بدأ يري السفينة تغرق ، بدأ يحاول القفز منها ببهلوانية مكشوفة لم تعد تقنع أحداً' – أنيس منصور 'كاتب التطبيع الأول' – علي سالم – أمين المهدي – د. يوسف والي – صلاح دياب مالك المصري اليوم وشركة بيكو التي تمتليء مزارعها بالخبراء الإسرائيليين – جلال الزربا مهندس مشروع الكويز وملك التطبيع بين شركات النسيج الإسرائيلية والمصرية – محمد بسيوني أول سفير لمصر لدي العدو الصهيوني والخارج من تل أبيب بفضيحة أخلاقية مع راقصة إسرائيلية' ، وآخرين ، أما أخطرهم اليوم فهو رجل التطبيع النفطي ورجل اتفاقات الغاز حسين سالم ، الذي ربح المليارات من دم الشعب المصري عبر التطبيع مع العدو الصهيوني بمباركة ورعاية مبارك نفسه ، حيث هو صديقه الشخصي كما نعلم – وملف حسين سالم متخم ولكن لنأخذ أحدث صفحة فيه ، تلك الصفحة التي أضافها بلاغ مهم وجديد قدمه أول أمس '8/2/2011' ، الدكتور سمير صبري والدكتور صلاح جودة المحاميان إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام ضد رجال الأعمال حسين سالم يتعلق بارتكابه وقائع أفسد بها الحياة الاقتصادية من خلال الاستيلاء علي المال والإضرار العمد مع سبق الإصرار بأموال الشعب مطالبين بالتحفظ علي أمواله وممتلكاته ، بأنه يمتلك ثروة تتجاوز ميزانية الدولة في عام وورد اسمه في بعض قضايا التهرب من سداد قروض البنوك ومنها قضية أسهمه في إحدي شركات البترول العالمية التي أخذ بضمانها أسهمه في أحد البنوك ورفض سداده وانتهت القضية بحلول البنك الأهلي مكانه في الشركة ، كما أن رجل الأعمال حسين سالم يمتلك عدداً من الفنادق والكافيتريات والبازارات بشرم الشيخ ومنها فندق موفنبيك جولي فيل الذي يعد أكبر المنتجعات السياحية في المنطقة ، وقد أوصي حسين سالم عند تشييده بإقامة قصر علي أطرافه تم تصميمه وتجهيزه علي أحدث الطرازات العالمية ، ويعد حسين سالم صاحب وراعي فكرة مسابقات الجولف العالمية التي تقام في شرم الشيخ تحت رعايته . وقد حذا حسين سالم حذو مايمان في بيع الأسهم وباع 12% من أسهم الشركة بمبلغ 260 مليون دولار ، وفي نوفمبر عام 2007 باع حسين سالم 25% لشركة " ITP " التايلاندية بمبلغ 486.9 مليون دولار ، كما تفاوض علي بيع 10% من الأسهم إلي سام زيل وهو مالك كبير للعقارات إسرائيلي أمريكي ، مقره شيكاغو ، ولم يعلن عن قيمة الصفقة رغم إعلان أن شركة شرق المتوسط تساوي وقتها 2.2 بليون دولار بمعني أن صفقة " سام زيل مع حسين سالم " تقدر قيمتها ب 220 مليار دولار . ونصيب حسين سالم هو امتلاكه 65% من مجموع الأسهم باع منها 12% ثم 25% ثم 10% وبذلك صار المجموع 47% أي باقي من حصته 18% ، هذا إذا لم يكن قد تصرف فيه ، وبالأرقام جملة المبيعات بلغت نحو 967 مليون دولار ولايزال في حوزته ما يقدر بنحو 396 مليون دولار أي اجمالي نصيبه ما يعادل بليون و360 مليون دولار ، مع خصم نصيبه في التكلفة الفعلية 469% × 56 والناتج 305 ملايين دولار .. تخصم من ثمن البيع يعني الصافي نحو بليون دولار ونحو 55 مليون دولار ، علاوة علي أن القروض ، خاصة من البنك الأهلي المصري غطت تكاليف الإنشاء ، كما أن الخط الذي ينقل الغاز من مصدره إلي العريش وهي محطة بداية الخط أنابيب شركة شرق المتوسط قامت الدولة بإنشائه علي نفقتها ، هذه الصفقة غريبة في نوعها حتي أن صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية نشرت مقالاً بعنوان " تحقيق أربع من غاز بدون الغاز " . هذا حسين سالم ، وتلك هي رموز التطبيع والفساد 'فالقضيتان مرتبطتان معني دوراً' ، وهم رموز يستحقون محاكمات شعبية في ميدان التحرير أيضاً مع المحاكمات الدائرة للنظام الفاسد، نظام كامب ديفيد ، والعمالة المجانية لإسرائيل ، وأمريكا ، تلك العمالة التي من المنطقي أن توصله إلي الفساد في الذمة المالية والإثراء الفاحش علي حساب الشعب . ***** '3' ثروات عائلة الرئيس * إن النظام الذي يصبح في نظر إسرائيل 'كنز ثمين' حتماً سينتهي به الأمر إلي حد اتهامه في ذمته المالية ، وها هي صحيفة " الجارديان " البريطانية تنشر أرقاماً مفزعة عن ثروة الرئيس مبارك وعائلته ، نرجو أن يخرج علناً ليكذبها ، وإلي أن يحدث ذلك نذكرها فقط ، ونضع بعد ذلك ألف علامة تعجب واستفهام ونقارنها فقط بثروة جمال عبد الناصر الزعيم المصري الراحل . * تقول الجارديان 'أعرق وأكثر الصحف البريطانية رصانة' نصاً : " ليس مستغرباً أن تصل قيمة ثروة أسرة مبارك إلي أكثر من 40 مليار دولار ، لأن أغلب الشركات الكبري ، مفروض عليها أن تقدم 50% من أرباحها السنوية لأحد أفراد الأسرة . وتقدر الصحيفة ثروة مبارك الشخصية ب 15 مليار دولار ، أغلبها – كما تقول – من عمولات في صفقات سلاح ، وصفقات عقارية في القاهرة ، ومناطق الاستثمار السياحي في الغردقة وشرم الشيخ ، وتشير إلي أن " ثروة مبارك بلغت في العام 2001 ، نحو عشرة مليارات دولار ، أغلبها أموال سائلة في بنوك أمريكية وسويسرية وبريطانية ، مثل بنك سكوتلاند الانجليزي ، وبنك كريديت سويس السويسري . وتؤكد مصادر صحيفة الجارديان أن جمال مبارك يملك وحده ثروة تقدر ب 17 مليار دولار موزعة علي عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا . ووفق المصادر فإن جمال يملك حساباً جارياً سرياً في كل من بنك يو.بي.سي ، وآي.سي.إم، وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ، منها مؤسسة بريستول آند ويست العقارية البريطانية ، ومؤسسة فاينانشيال " داتا سيرفس " التي تدير صناديق الاستثمار المشتركة . أما عن السيدة سوزان مبارك فتقول الصحيفة نقلاً عن تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا " إن سوزان دخلت نادي المليارديرات منذ العام 2000 ، وتتراوح ثروتها بين 3و5 مليار دولار ، معظمها في بنوك أمريكية إلي جانب عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي . وتشير الصحيفة إلي أن قيمة ممتلكات علاء مبارك وأمواله الشخصية داخل وخارج مصر تقدر ب 8 مليارات دولار ، منها عقارات تعدت قيمتها 2 مليار دولار في شارع روديو درايف بلوس انجلوس – أحد أرقي شوارع العالم – وفي ضاحية منهاتن في نيويورك ، بالإضافة إلي امتلاكه طائرتين شخصيتين ، ويختاً ملكياً تفوق قيمته 60 مليون يورو . ***** '4' ثروة عبد الناصر * في مقابل ثروة مبارك رجل التطبيع مع العدو ، لنقرأ ثروة عبد الناصر بعد وفاته مباشرة ، كان مرتب عبد الناصر خمسمائة جنيه شهرياً وبدل التمثيل 125 جنيهاً أي أن إجمالي المرتب 625 جنيهاً تصل إلي ثلاثمائة وخمسة وتسعين جنيهاً وسبع مليمات بعد استقطاع الخصومات. رصيد في حسابه الشخصي في بنك مصر – وقت الوفاة – بمبلغ 3718 جنيهاً مصرياً و273 قرشاً و2 سهم في شركة كيما و5 أسهم في شركة مصر للألبان وسند واحد في البنك العقاري و6 جنيه شهادات استثمار و1 أسهم في بنك الاتحاد التجاري و1 سهم في الشركة القومية للأسمنت و3 سندات تأمين و1 جنيه قرض إنتاج وشهادات استثمار في شركة الحديد والصلب بمبلغ 6 جنيه و5 وثائق تأمين علي الحياة : الأولي في القوات المسلحة بمبلغ 15 جنيهاً ، والثانية في شركة الشرق للتأمين بمبلغ ألف جنيه والثالثة في شركة مصر للتأمين بمبلغ ألف جنيه ، والرابعة في شركة التأمين الأهلية بمبلغ 25 جنيهاً ، والخامسة في شركة القاهرة للتأمين بمبلغ 25 جنيهاً وكانت أقساطها تخصم من مرتبه وترك أيضاً سيارة أوستن كان يملكها قبل قيام الثورة . أما ممتلكاته الشخصية فقد قامت رئاسة الجمهورية بحصرها بعد الوفاة في سجلات رسمية وكانت كما يلي : 8 أحذية ، 13 كاميرا للتصوير ، آلة عرض سينما ، 1 بدل ، ومجموعة كرافتات . وتضمن التسجيل أن عبد الناصر استبدل من معاشه ما يعادل 35 جنيهاً لتجهيز زيجات ابنتيه وكان في جيبه يوم رحيله يوم 28 سبتمبر 1970 مبلغ 84 جنيهاً ، وترك الدنيا وأسرته لا تملك مسكناً خاصاً وليس لزوجته دخل خاص غير معاشها من زوجها الراحل . * هذا هو عبد الناصر وتلك ثروته ، هل يجوز مقارنتها بثروة مبارك وعائلته كما قدمتها الجارديان ؟!! 'للأسف ليس لدي مساحة لعلامات تعجب أو استفهام أخري' . ***** '5' في مقابل ثراء الرئيس ورجاله ونظامه ، كانت مصر تعاني وكان شعبها يعيش تحت خط الفقر ، ولنتأمل هذه الأرقام التي تقول أن في مصر اليوم 48 مليون فقير يعيشون في 1109 مناطق عشوائية – أي 45% من المصريين 'تقرير صندوق النقد الدولي للتنمية الزراعية' وأن بها 2.5 مليون مصري يعيشون في فقر مدقع 'تقرير الأممالمتحدة للتنمية الإدارية' ، وأن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ويحصلون علي أقل من دولار واحد في اليوم 'لجنة الانتاج الزراعي بمجلس الشوري' وفي معلومة أخري أن 41% من اجمالي عدد السكان في مصر فقراء 'تقرير التنمية البشرية العربية 2009' '28.6% في لبنان – 30% في سوريا – 59.9% في اليمن' ، وأن 12 مليون مصري ليس لديهم مأوي منهم 1.5 مليون يعيشون في المقابر 'الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء' ، وأن 16% من دخل الفرد في مصر ينفق علي الطعام والشراب . * وفي وثيقة أخري : 46% من الأسر المصرية لا تجد الطعام الكافي للحركة والنشاط 'تقرير لشعبة الخدمات الصحية والسكان بالمجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية التابع للمجالس القومية المتخصصة' وأن في مصر 10 مليون عاطل عن العمل أي 21.7% من اجمالي قوة العمل ، وأن 12 مليون مصري ليس لديهم مأوي وأن 1.5 مليون يعيشون في المقابر ، وأن مصر تحتل الرقم 115 من 134 دولة علي مستوي مؤشرات الفساد بين المسئولين . ***** عندما نعلم هذه الأرقام عن الفقر في مصر في ظل نظام كامب ديفيد ، فهل نستكثر عليه أن نقول له ارحل ، ولكن قبل الرحيل لابد من المحاكمة ولابد 'لكل أبي جهل' شارك في التطبيع والفساد والاستبداد داخل هذا النظام من أن يذق الذل ، والإهانة بنفس القدر الذي أذاقه لشعبه وأمته ومقاومته العربية الباسلة تطبيقاً للآية الكريمة 'ذُق إنك أنت العزيز الكريم' ؟ وليس هذا علي الله ، وعلي شعب ثورة 25 يناير ... ببعيد !! E – mail : yafafr@hotmail . com