أعرب أحمد شفيق، رئيس الوزراء، عن أسفه الشديد لما حدث أمس في ميدان التحرير، حيث تسللت مجموعات غير واضحة الهوية إلي الميدان تستخدم الجمال والخيول، وهذا أمر مرفوض ومخالف لكل منطق، حيث نتج عن ذلك اشتباكات غير مسيطر عليها أساءت لكل مصر. ووصف في مداخلة هاتفية مع قناة "المحور" اليوم ما حدث بأنه مهزلة بكل معانيها، وإذا كان هناك من خطط لهذا الإجراء فسيتم التحقيق ومحاسبة مرتكبيها. كما أعرب عن حزنه لسقوط عدد من الضحايا والجرحي في هذه الأحداث المؤسفة، وقال إنه بحكم خطاب التكليف الذي كلفه به الرئيس مبارك بتولي الوزارة، فإن هناك تحقيقاً يجري في هذه الأحداث وستصدر قرارات بإحالة ومحاكمة كل من تسبب فيها سواء بإهمال أو عمد أو سوء نيه. وأضاف شفيق قائلا: "إن وقوف مجموعة في ميدان التحرير تعبر عن رأيها ليس خطأ، كما أن وقوف مجموعة أخري عند ميدان مصطفي محمود ليس بخطأ أيضا.. ولكن الخطأ في تدفق المخالفين في الرأي وصدامهم في ميدان واحد". وأكد التزام الدولة بإظهار الحقيقة ومعرفة من يقف وراء هذه الأحداث والشغب الذي لم يكن فيه أي منطق والخاسر الوحيد هو الشعب المصري، مضيفا أن إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد لا يقبل به عقل ولا منطق. وأعرب عن أمله في عودة جميع المتظاهرين إلي منازلهم في أسرع وقت وتحكيم العقل لأن كل ساعة تمر علي مصر في هذه الأحداث تضاعف الخسائر بمليارات الجنيهات. وأشار رئيس الوزراء إلي أنه يواصل اتصالاته ولقاءاته بالوزراء في مواقعهم، حيث التقي أمس بعدد منهم وتوجه اليوم إلي وزارة التجارة والصناعة والتقي بالوزيرة سميحة فوزي والمسئولين للتأكد من سير العمل ومتابعة الأنشطة المختلفة. وأكد شفيق أن ما يحدث يضر بالبلد بأكمله، وقال: "يجب إيقاف هذه المهزلة بأسرع ما يمكن كي نعود للمنطق والعقل والتفاهم، وإننا يجب أن ننظر إلي مشاكلنا ونتفرغ لها، وأن نجتاز الأزمة لتعود الشرطة لممارسة دورها ويتفرغ الناس لأعمالهم. وطالب الجميع بالهدوء وعدم الانفعال والتفاؤل حتي نصل بمصر إلي بر الأمان. وفيما يتعلق بالوضع الأمني في ميدان التحرير وكيفية التعامل معه، قال رئيس الوزراء: إن الحكومة ستبذل كل الجهود حتي لا تتكرر هذه الأحداث، مضيفا أن الخاسر الوحيد هو مصر. وبشأن التقارير الإخبارية التي تفيد باعتذار القوي السياسية عن الحوار، أكد شفيق أنه لم تصل إليه أي معلومة عن هذا الاعتذار. كما أكد شفيق أنه "علي استعداد للذهاب إلي ميدان التحرير ومحاورة المحتجين"، في محاولة للتهدئة والسيطرة علي التظاهرات التي بدأها بعض الشباب يوم 25 يناير الماضي. وقال شفيق إنه "أجري اتصالات هاتفية الليلة الماضية مع عدد من المحتجين من الشباب في ميدان التحرير"، وأنه "علي استعداد للذهاب إلي الميدان ومحاورة المحتجين".