توالت ردود الأفعال العالمية الغاضبة وخاصة من جهات حقوقية بعد تقرير الكونجرس الأخير الذي يفضح فيه عمليات التعذيب الممنهحة من قبل السي اي ايه للمعتقلين حيث نددت منظمة هيومان رايتس ووتش بتلك التجاوزات والتعذيب، وأكدت أن التقرير يتحدث عن جرائم لا يمكن تبريرها. وقالت المنظمة إن تلك الأعمال تدعو إلي ضرورة التذكير بالمعايير التي يجب اتباعها لحماية المعتقلين. وحذرت المنظمة من أن يكون التعذيب أحد الخيارات المتبعة للرؤساء الأميركيين في المستقبل. وعلي صعيد متصل, طالبت منظمة أطباء لحقوق الإنسان, بمحاسبة الأطباء الذين اشتركوا مع وكالة الاستخبارات الأميركية في تعذيب المعتقلين. وأضافت المنظمة أن الأطباء قاموا بدور محوري في ما وصفته بالاعتداءات الوحشية وتحديدِ أساليب التعذيب، بما في ذلك التقنية التي تلحق أذي شديدا نفسيا وبدنيا بالمعتقلين. كما قال المقرر الخاص للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بن إيمرسون إنه يجب ملاحقة المسؤولين الأميركيين الكبار في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الذين خططوا وأجازوا ارتكاب جرائم، وكذلك مسؤولي الاستخبارات المركزية الأميركية ومسؤولين آخرين بالحكومة اقترفوا عمليات تعذيب. وقال إيمرسون في بيان له صدر بجنيف إن الوقت قد حان 'لاتخاذ إجراء، يجب إحالة الأشخاص المسؤولين عن المؤامرة الجنائية التي انكشفت في التقرير إلي العدالة، ويجب أن يواجهوا عقوبات جنائية تتناسب مع خطورة جرائمهم'، مشيرا إلي أن القانون الدولي يمنع منح الحصانة للمسؤولين الضالعين في أعمال تعذيب. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد اتهم وكالة الاستخبارات المركزية 'سي آي إيه' بالكذب بشأن عمليات تعذيب معتقلين علي صلة بتنظيم القاعدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وهو ما أدانه الرئيسباراك أوباما ونددت به منظمات حقوقية. وقال تقرير أعدته لجنة الاستخبارات في المجلس إن تصرفات عملاء وكالة الاستخبارات المركزية عقبأحداث 11 سبتمبر/أيلول كانت أكثر قسوة مما كان معروفا من قبل.وعبرت رئيسة لجنة الاستخبارات المكلفة بالتحقيق من قبل الكونجرس عن صدمتها من نتائج البرنامج السري, قائلة إن ممارسات 'سي آي أي' 'لطخت تاريخ الولاياتالمتحدة الأميركية'، معبرة عن خضوع نحو مائة معتقل لهذه 'الأساليب الوحشية' ومن أهم ما توصل إليه التقرير أن التقنيات التي استخدمتها سي آي إيه أثناء الاستجواب لم تكن وسيلة فعالة للحصول علي معلومات، وأن تبرير الوكالة لهذه التقنيات كانت تستند إلي تأكيدات غير دقيقة. وأشار التقرير أيضا إلي أن التحقيقات وظروف اعتقال المحتجزين كانت أقسي مما أقرت به الوكالة. وتوصل تقرير مجلس الشيوخ إلي أن الوكالة أعاقت إشراف الكونغرس علي برنامجها، وعرقلت عملية اتخاذ القرار في البيت الأبيض ومراقبته للأمور، كما عرقلت مراقبة مكتب المفتش العام لأعمالها. وقد أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمواجهة التهديدات الأمنية المحتملة بعد نشر تقرير الكونغرس. وكانت الحكومة الأميركية حذرت قبل أيام مجلس الشيوخ من نشر تقرير حول أساليب التعذيب التي انتهجتها سي آي إيه أثناء الحرب علي ما يسمي الإرهاب في عهد الرئيس السابق جورج بوش '2001-2009'.