يطمح مسؤول مصري الي أن يجعل من مدينة الاقصر الواقعة علي بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة "أكبر متحف عالمي مفتوح" ضمن خطة للتنمية الشاملة تستمر حتي عام 2030. وقال سمير فرج محافظ الاقصر ان العمل في هذا المشروع بدأ عام 2005 اعتمادا علي دراسة للمركز الانمائي للامم المتحدة وبيانات ودراسات لعدة وزارات وهيئات مصرية اضافة الي منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'يونسكو' التي تعد شريكا أساسيا باعتبار الاثار الفرعونية تراثا انسانيا. وأوضح أن مشروع التطوير شمل اضاءة البر الغربي للمدينة والذي يضم واديي الملوك والملكات بما فيهما من مقابر ومعابد ملوك الفراعنة اضافة الي اجلاء 3200 أسرة كانت تقيم بقرية القرنة في بيوت مبنية فوق مقابر النبلاء والوزراء من مئات السنين وتعويضهم بمساكن في 'القرنة الجديدة' روعي فيها الجانب العشائري الاجتماعي الذي يحافظ علي نسق العلاقات بين المواطنين والطرز المعمارية للبيوت. وجاءت تصريحات فرج يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي يتزامن مع 'مهرجان طيبة الثقافي الدولي الثالث' الذي تستضيفه المدينة تحت عنوان 'النيل في ثقافات الشعوب الافريقية.. رؤية واستشراف' بمشاركة بعض ممثلي اتحادات الكتاب العربية وكتاب من دول افريقية منها الكاميرون واريتريا وأوغندا والسودان وغينيا وأنجولا وأوغندا بهدف بحث المشترك الثقافي بين شعوب وادي النيل. وكانت الاقصر 'طيبة' عاصمة للدولة المصرية "الفرعونية" الحديثة التي يطلق عليها "عصر الامبراطورية" بين عامي 1567-1085 قبل الميلاد والتي تأسست كحكم وطني بعد طرد الغزاة الهكسوس. وفازت الاقصر عام 2007 بالمركز الثاني في مسابقة تطوير العواصم والمدن الاسلامية في مجال التخطيط الاقليمي والعمراني من منظمة العواصم والمدن الاسلامية التي منحت الاقصر عام 2010 المركز الثاني عن مشروع تطوير معبد الكرنك علي الرغم من كونه أثرا غير اسلامي. وقال فرج ان "الاهمال والعشوائيات استطاعت بقبحها أن تمحو روعة التحفة التاريخية 'الاقصر' التي تضم ثلث اثار العالم" وان الهيئات الدولية تعاونت مع محافظة الاقصر في مشروع التطوير حتي ان الاتحاد الاوروبي منح مشروع التطوير 500 مليون يورو. وأضاف أن اعادة فتح طريق الكباش سيجعل من الاقصر "أكبر متحف عالمي مفتوح" وانه بعد تطوير ساحة معبد الكرنك بتكلفة 50 مليون جنيه مصري 'نحو ثمانية ملايين دولار' يمكن للواقف أمام المعبد أن يري علي الضفة الغربية لنهر النيل معبد الملكة حتشبسوت. ويبلغ طول طريق الكباش 2700 متر وعرضه 76 مترا ويضم نحو 1200 تمثال لابو الهول ويعتبر أطول طريق ديني في العالم ويربط بين معبد الاقصر حيث كان الفرعون يقيم ومعبد الاقصر الذي كان مركزا للاله امون. وكان الملك يتجه من بيته لتقديم القرابين في المعبد الذي سجلت علي بعض جدرانه تفاصيل معارك حربية ومعاهدات بين مصر وجيرانها. ولكن طريق الكباش ظل مجهولا لعدة قرون وحتي العام الماضي كان مسدودا باشغالات تتمثل في حقول زراعية وبنايات سكنية ومؤسسية وأضرحة ومسجد وكنيسة. وقال فرج ان مشروع التطوير سيشمل أيضا الكورنيش الذي سيخصص للمشاة -باستثناء حارة واحدة لاستخدامات سيارات الاسعاف والمطافئ في الات الطوارئ- بعد الهبوط بمستوي الطريق نحو ثمانية أمتار للوصول الي مستوي مياه النيل