يعتزم أعضاء البرلمان الفرنسي التصويت يوم الثلاثاء علي دعوة الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في خطوة رمزية لن تؤثر علي الموقف الدبلوماسي الفرنسي علي الفور لكنها تعكس نفاد الصبر الأوروبي إزاء عملية السلام المتوقفة. وفي حين تعترف معظم الدول النامية بفلسطين كدولة لا تعترف بها معظم دول أوروبا الغربية وتدعم الموقف الإسرائيلي والأمريكي الذي يري أن قيام دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم خلال المفاوضات مع إسرائيل. لكن الدول الأوروبية تشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه إسرائيل التي تواصل بناء المستوطنات علي الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لدولتهم منذ انهيار آخر جولة من المحادثات التي ترعاها الولاياتالمتحدة في أبريل نيسان. ويقول الفلسطينيون إن المفاوضات فشلت ولا خيار امامهم سوي مواصلة الدفع من جانب واحد باتجاه إقامة دولة. وعارضت إسرائيل بشدة مثل هذه التحركات. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصويت الفرنسي بأنه 'خطأ جسيم'. والخطوة الفرنسية التي أثارها الحزب الاشتراكي الحاكم وتدعمها الأحزاب اليسارية وبعض المحافظين تطالب الحكومة 'باستخدام الاعتراف بدولة فلسطينية بهدف حل الصراع بشكل نهائي'. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للبرلمان إن الحكومة ليست ملزمة بالتصويت. لكنه قال إن الوضع الراهن غير مقبول وإن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية دون تسوية عن طريق التفاوض إذا فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات. ودعم فابيوس إطارا زمنيا لمدة عامين لاستئناف واختتام المفاوضات وقال إن باريس تعمل لاستصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقضي باستئناف المفاوضات واختتامها في غضون عامين. وقال فابيوس 'إذا فشل هذا المسعي الأخير في التوصل إلي حل عن طريق التفاوض فسيكون لزاما علي فرنسا أن تقوم بما يلزم للاعتراف دون تأخير بالدولة الفلسطينية.' وأثار التصويت الذي سيجري في حوالي الساعة 1600 بتوقيت جرينتش ضغطا سياسيا علي الحكومة الفرنسية لتقوم بدور أكثر فاعلية إزاء القضية. وأظهر استطلاع رأي اجري في الآونة الأخيرة أن ما يربو علي 60 بالمئة من الفرنسيين يدعمون إقامة الدولة الفلسطينية.