أعلن المستشار الخاص للرئيس الراحل ياسر عرفات عن نتيجة البحث بشأن نوع السم الذي استخدم في اغتيال عرفات, مشيرا إلي تأكيد النتائج من قبل كبير خبراء السموم الجنائية بإنجلترادون ذكر اسمه, ولا اسم الجهة التي قامت بالبحث أو التي طلبته. كما حذر الرئيس محمود عباس من احتمال أن يلقي نفس المصير. وأوضح أبو شريف أن نوع السم هو "ثاليوم" وهو اسم غريب وغير متداول ويصعب اكتشافه أو اكتشاف آثاره أو مقدماته, مضيفا "هذا السم الخطير هو سائل لا لون ولا رائحة ولا طعم له، يستخرج من عشبه بحرية نادرة، ويمكن وضعه دون ملاحظته، في الماء وفي الأكل، أو حقنه من خلال إبرة في شريان وعروق أو جلد إنسان" وفق بيان أصدره أمس الأحد تلقت "قدس برس" نسخة منه. وأضاف أن خبراء السموم البريطانية والأوروبيين يجهلون هذا السم، إلا أن المتخصص في البحث الجنائي المتعلق بالقتل بالسم، تعرف علي هذا السم وقال إنه شديد الفاعلية، ولا يمكن لأي ترياق أن يوقفه بعد مضي خمس ساعات علي حقنه أو تناوله. ونقل عن الخبير أن هذا السم يعمل ببطء علي تدمير أجهزة الإنسان الداخلية، الواحد تلو الآخر, الكبد، الكلي، الرئة، ثم الدماغ, حتي يقضي علي الإنسان، وأن الفترة الزمنية لقتل الإنسان بهذا السم تختلف من شخص إلي آخر، استنادا لبنيته وعمره، وقدرة أجهزته علي الصمود, وأن هذه الفترة تتراوح بين شهرين وثمانية أشهر، مما يعطي فرصة للجناة بأن يبتعدوا عن موقع الجريمة. وتابع أن العوارض تبدأ بالشعور بالغثيان والضعف، وأن هذه الحالة تستمر في الفترة الأولي للسم دقائق وتختفي، ثم تعود، وهكذا، لذلك يبدو الجسم أحيانا في غاية الضعف ثم يستعيد حيويته لفترة من الوقت. وجاء في تقرير الطبيب "إن الضحية تشعر بالوهن المتزايد والدوخة أكثر فأكثر مع مرور الوقت ويبدأ لدي الرجل تساقط شعر الساقين أولا, ويمتد إلي أعلي، إلي أن يصل إلي تساقط شعر الرأس في الفترات النهائية، وتفقد الضحية شهية الأكل تدريجيا، ويبدأ الجسم بالضعف والانحلال، ثم يصاب بالرجفان وعدم القدرة علي الوقوف إلا للحظات، وتنتهي الضحية عندما يفقد الدماغ غذاءه من الدم". وأوضح التقرير أن تكسر كريات الدم الحمراء وعدم قدرة الجسم علي إنتاجها هو السبب الرئيسي والأساسي لموت الضحية، وهذا الفقدان هو الذي يدمر الأجهزة الداخلية ودماغ الضحية. واختتم أبو شريف بيانه بتأكيده قول الخبير إن أسرع الطرق لتسميم الضحية هو خلايا الذوق في اللسان، إذ يتسلل الثاليوم عبرها بسرعة نحو الجسم وأن هذا يسهل علي الجناة دس السم في الماء أو المشروبات الخفيفة أو القهوة أو الشاي أو الأكل أو الفاكهة المقشرة أو الخضار المقشر أو الدواء. وقال إن هذه المعلومات هي جزء من تفاصيل أكبر سيعلن عنها عندما تكون مكتملة، مضيفا "المعلومات التي أملكها ليست كاملة، ولكن هذا جزء منها، وأنا علي استعداد أن أضعها تحت تصرف لجنة تحقيق مسؤولة وجدية". وأشار إلي أنه نبه الرئيس عباس بضرورة اليقظة والحذر من مخططات إسرائيلية تعتزم التخلص منه، ومن رئيس الحكومة في رام الله الدكتور سلام فياض، وهذه الجهات هي التي تسعي لإبقاء الوضع القيادي فارغا، حسب قوله، مضيفا أنه سبق أن نبه الرئيس عرفات لمخطط اغتياله، قائلا "لقد حددت له أن السم هو سلاحهم، وذلك قبل أشهر من تسميمه واغتياله.