الكثير من اللاجئين يتوافدون يوميا علي ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا للحصول علي حق اللجوء. يمكن رصد تجمعاتهم سهولة أمام نقطة الشرطة في محطة القطارات الرئيسية. وأفادت إحصاءات رسمية لمكتب شئون اللاجئين في بافاريا أن أعداد اللاجئين الذين دخلوا ميونيخ منذ بداية العام الحالي وحتي شهر أكتوبر الجاري يقدر بحوالي 17 ألف لاجئ. ومن المتوقع أن يصل العدد بحلول نهاية هذه السنة إلي 21 ألف لاجئ. يقع أحد مراكز إيواء الاجئين في ضاحية 'فيست كرويتز' البعيدة نسبيا عن وسط ميونيخ بحوالي 20 كيلو متر، المكان يبدو كئيبا ومعزولا عن محيطه، والوجوه بداخله تبدو شاحبة، والتواصل بين المقيمين فيه ضعيف بسبب تعدد ثقافاتهم وتنوع جنسياتهم ولغاتهم المتباينة. ومنهم أيضا من يشكو من مشاكل نفسية جراء ما تعرضوا له أثناء رحيلهم من معاناة. وحسب مكتب شئون اللاجئين يشكل السوريون النسبة الكبري من سكان هذا المأوي. وهم أكبر جالية من بين اللاجئين العرب في بافاريا،. ويبلغ عددهم حوالي 5276، يليهم العراقيون بعدد 4561. ويقول 'أبو كرم' سوري بمركز إيواء اللاجئين، إنه ينتظر البت في طلب حق اللجوء ويضيف قائلا: 'الصعوبات أمامنا تكمن في قوانين ولاية بافاريا الصارمة، فنحن لا نستطيع الدراسة، ولا العمل، ولا حتي مغادرة نطاق المدينة. علينا الانتظار حتي يتم البت في طلبات اللجوء، وقد يستمر الأمر عدة سنوات، لذلك لا نستطيع فعل شئ غير الانتظار، ويقول شاب العراق: 'نحن هنا مجموعة من عدة أشخاص في حجرة ضيقة، لا تزيد مساحتها عن 12 مترا. ولذلك نذهب أحيانا للمبيت عند أصدقاء لنا بالمدينة. يحصل اللاجئون في ميونيخ علي إعانة شهرية من الولاية كمساعدة بالإضافة إلي الطعام المجاني والملابس. ويقول أحد الاجئين من أريتريا: 'إن هذا المبلغ لا يكفي علي الإطلاق، لذلك نسعي للبحث عن عمل ما بكل الوسائل. وغالبا ما يكون غسيل الأطباق في المطاعم أو العمل في مخازن الخضروات الضخمة المتسامحة في فحص الأوراق. وهؤلاء هم المستفيدون بالطبع، أما نحن فلا نتمتع بأية حماية أو تأمين'، ويؤكد لاجئ من العراق علي ضرورة تسريع البت في طلبات اللجوء المقدمة، حتي يمكن تحسين الوضع المعيشي للاجئين، ويتساءل: 'ليس من المنطق أن نظل هكذا مهددين لوقت طويل في مراكز مأوي الاجئين، بدون عمل أو تعليم أو السفر. أشارت إحدي الفتيات اللاجئات من سوريا إلي أن 'حياة اللجوء هي الأقرب إلي حياة المنبوذين' إلا أنها تعتبر نفسها سعيدة في هذا الوضع لأنها لم تعد تسمع أزيز الطائرات وصوت القنابل ولم تعد تري جثث القتلي، وتؤكد أنها عازمة علي الاعتماد علي نفسها في إثبات الذات. وفي سياق ذاته يري السيد 'شرانبرجر' من مكتب شئون اللاجئين في ميونيخ أنه من الضروري إدخال إصلاحات إنسانية عاجلة علي قوانين اللجوء في ألمانيا. فتقييد حركة اللاجئين وعدم السماح لهم بالعمل يدفع بهم للعمل بأقل الأجور، ويشير إلي أنهم قد يصابون بعقد نفسية، ويتجنبون دخول المستشفيات، ويبتعدون عن الأماكن العامة، وقد يؤثر ذلك علي التعليم المدرسي لأطفالهم، وهذا لايتوافق مع قوانين حقوق الإنسان. كما اعتبر شرانبرجر أنه لا أحد يستطيع وقف عمليات الهجرة واللجوء إلي ألمانيا، لأن اللاجئين يهربون أيضا من الفقر في بلادهم ويبحثون عن حياة أفضل في الدول الأوروبية. رغم الانتقادات الكثيرة يصعب حاليا علي ولاية بافاريا حل مشاكل اللاجئين بشكل سريع، نظرا لارتفاع أعدادهم في الأشهر الأخيرة. وانتقدت الكنيسة الكاثوليكية ومكتب رعاية اللاجئين غياب بعض المرونة في التعامل مع بعض الحالات لأسباب إنسانية، خصوصا تجاه المهاجرين غير الشرعيين والذين يقدرعددهم ما بين30 إلي50 ألف لاجئ.