يبدو أن المقال السابق الذي جاء تحت عنوان "نتائج الانتخابات ودموع جمال" والمنشور في العدد الماضي قد لمس أوجاع الكثيرين الذين شعروا بنفس حالة واحباط زميلي جمال أبو عليو ولذلك توالت الردود والرسائل التي سأفسح المجال لبعضها في السطور التالية ومنها رسالة موجعة من الشاب مؤمن عبدالله يقول فيها : "الاستاذه الفاضلة انا شاب مصري ابلغ من العمر 26 عاما كنت عاشقا لهذا الوطن الذي لم يعد لنا .مقالكم حول زميلكم الاستاذ جمال أبكاني بشدة حيث ذكرني بنفسي فقد تركت مصر للعمل باحدي الدول العربية لفترة لم تتجاوز الستة أشهر، ولكني لم استطع الابتعاد عنها وعدت اليها ومنذ عودتي من عامين وانا أبحث عن عمل ولم ينل الاحباط مني ورفضت عروض سفر أخري لحبي لهذا الوطن، ولكني قررت أن أقبل أحد هذه العروض بعد أحداث الانتخابات الماضية وقلبي يقطر دما ، حيث انني أيقنت أنه لا أمل في تحسن الأحوال ورغم اني ساضطر الي تغيير مهنتي في اثبات الشخصية وجواز السفر لكي احصل علي هذا العمل ولكني سأقبله حيث اني قررت الخروج من مصر وهذه المرة بلا عودة وتحضرني مقولة عن سيدنا علي كرم الله وجهه حين قال الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن انا لا أعني الماده فقط ولكن نحن افتقرنا الي كل شئ الإحترام و الأخلاق و النزاهة و الشرف وحتي العلم هناك من يحاربنا حتي لا نتعلم فهل هذا وطن يستحق التمسك به؟و أظن أن هذا حال الكثيرين وليس الأستاذ جمال فقط." وختم الشاب رسالته بتوقيع " شاب مصري كان عاشقا لمصر" رسالة ثانية جاءت من المهندس وفاء صابر يقول فيها : "انا مهندس مصري أعمل بالسعودية وأؤكد لك أن أي واحد منا بالخارج نفسه يرجع ويعيش كانسان بمصر طبعا كلمة انسان تحمل كل معاني الاحترام والتقدير النفسي والمادي " ورسالة ثالثة من جمال رفاعي مصري مغترب يقول فيها: "بكيت مرتين من مقالك مرة عندما قرات شعر صلاح جاهين ومرة عندما قرات شعر جمال الغيطاني وكلاهما محق وأجدني اتفق مع الاخ جمال , فما يحدث في البلد لن ينقذنا منه الا الله ثم الراسخون في حب الوطن حتي تعود مصر كما كانت حرة بابنائها المخلصين . رسائل أخري تتشابه الي حد كبير مع النماذج التي عرضناها تتفق في حجم الألم والمرارة والاحساس بالغربة داخل الوطن وخارجه ولن نتمكن من عرضها جميعا ولكن نترك الرد عليها للزميل جمال ابو عليو الذي استفزه المقال السابق فأرسل لنا ردا وتعليقا قد يخفف قليلا من الأحزان التي سببها مقالي السابق حيث أرسل يقول : الاخت العزيزة طالعت كما طالع غيري من قرائك ما كتبته في عمودك العدد الماضي بعنوان "نتائج الانتخابات ودموع جمال " وبقدر ما سعدت بتعاطفك مع ما أمر به من حزن أعتقد أن كل من يمتلك احساس في هذا الوطن المهان يشعر به بقدر ما حزنت لأن ألامي التي تعودت أن أعبرها سريعا وأخذ منها نقطة انطلاق لأمل أو ضي نور يبدو في نهاية النفق شاركني فيها الكثيرون من قرائك و لا أقول ذلك معترضا علي ما كتبت ولكن لان أالامي نكأت ألام الاخرين . أيضا استفزني قلمك بعدما أدخلني في حالة من التساؤل لم أعتد عليها وأريد أن أضيف أن ما بدر من مشاعر حزن واحساس بالقهر والرغبة في ترك مصر لم يكن الا شعورا عارضا أعلم تماما أنني سأتعافي منه لأعود كما أتمني متفائلا وواثقا في قدرة الناس بعد الله عز وجل انه سيمنحننا انتصارا يراه أهل الفساد والاستبداد بعيدا ونراه قريبا باذن الله . فما قدمه أهلنا في كل مكان ومؤزارتهم للنواب الشرفاء أمثال حمدين صباحي ومصطفي بكري وضياء رشوان وعلاء عبد المنعم وجمال زهران والعشرات غيرهم وأقول نوابا لأنهم كانوا الاجدر والاحق بالنصر بارادة الناس قدم هؤلاء نماذج رائعة تجبرني وان فكرت في الهجرة أن أعاود التفكير ألاف المرات لأقرر البقاء في مصر التي اعشقها وتستحق وأقول لكل من أبكاهم مقالك السابق ونكأ جراحهم لم يحن بعد للفارس أن يترجل فما زالت المعارك كثيرة واثق أننا فيها لمنتصرون . ولنترنم بأشعار الرائع صلاح جاهين التي ذكرتيها بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب وبحبها وهي مرمية جريحة حرب بحبها بعنف وبرقة وعلي استحياء وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء وأسيبها واطفش في درب وتبقي هي ف درب وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب [email protected]