كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature العلمية أن علماء الاحياء اكتشفوا ميكروبات آكلة للمعادن في بحيرة مدفونة حوالي 750 مترا تحت سطح الجليد في غرب القطب الجنوبي. ويقول واضعو الدراسة أنه كانت هناك ادعاءات سابقة بالعثور علي ميكروبات مماثلة أيضا في بحيرة بالقطب الجنوبي، إلا أنها أثارت الكثير من الجدل، لأن العينات تلوثت، وهي المشكلة التي تم تجنبها هذه المرة من خلال استخدام تقنيات حفر خاصة شديدة الدقة. وكتب مارتن ترانتر، وهو كيميائي جيولوجيا في جامعة بريستول ببريطانيا، في تعليق له نُشر أيضا في Nature، إن الدراسة تعد علامة فارقة للعلوم القطبية، كما أنها تعتبر علامة بارزة في علم بيولوجيا الفضاء، والبحث عن الحياة في عوالم أخري. في السنوات الأخيرة، توصل العلماء إلي فهم أن الحياة يمكن أن تزدهر في نطاق أوسع بكثير من البيئات، التي كانوا يعتقدونها في السابق، بما في ذلك المياه شديدة الحرارة والكهوف الجليدية في غرينلاند.وأوحي ذلك لهم بأن الحياة خارج كوكب الأرض قد توجد أيضا في أماكن كان يُعتقد سابقا أنها غير صالحة للعيش. وجد العلماء أيضا إن وجود الميكروبات في البحيرة الجليدية Whillans، التي تبلغ مساحتها 52 كيلومترا مربعا، يعني أنها لم تكن تحصل علي الطاقة من أشعة الشمس ولا من الكائنات الحية الأخري التي تعيش علي ضوء الشمس، ولكنها بدلا من ذلك كانت تحصل عليها من المعادن الذائبة في الماء، بما في ذلك النتريت، والحديد، ومركبات الكبريت. ونظرا لقدرتها علي الوجود بدون ضوء أو الوصول إلي مصادر الأغذية العضوية، فيمكن أيضا للميكروبات أن تكون نموذجا للحياة علي قمر كوكب المشتري اوروبا المغطي بالجليد، أو قمر كوكب زحل إنسيلادوس.