ذكر باحثون من أكثر من دولة أنه يمكن تقسيم البشر لثلاث مجموعات تبعا لأنواع البكتيريا الحميدة التي تعيش داخلهم وأن البدانة أو النحافة تتوقف علي أصناف هذه البكتيريا. وحسب بيشوف فإن البدناء لديهم عددا أكبر من بكتيريا 'فيرمكوتيس' وهي التي تساعد علي امتصاص السكريات صعبة الهضم، كما أن أعداد هذه البكتيريا تزداد لدي أصحاب الوزن العادي من خلال الأفراط في الأغذية: 'فالإنسان يعاقب مرتين عندما يفرط في الغذاء، مرة من خلال الإفراط في الطاقة والثانية عندما تزيد أعداد 'الفيرمكوتيس'، والنتيجة تراكم الطاقة الزائدة علي شكل دهون الفخذ والبطن. كما نشرت دراسة في 'انترناشونال جورنال اوف أوبسيتي' 'المجلة الدولية لأبحاث البدانة'، عن 11500 طفل بريطاني تم وزنهم مرات، وتبين للباحثين أنه عندما حصل هؤلاء علي مضادات حيوية لمكافحة العدوي البكتيرية أصبحوا أقرب للبدانة عندما بلغوا الثالثة. ولم تتأكد هذه العلاقة عندما استمر هؤلاء في تناول المضادات بعد عامهم الثالث. وأظهرت دراسة لمجموعة من الباحثين تحت إشراف البروفيسور فيليب روزينشتيل من جامعة شليسفيج هولشتاين أنه عندما تزرع بكتيريا أحد الكائنات الحية داخل أمعاء كائن آخر فإنها تسجل المعلومات والوظائف وقد أجري تجارب علي فئران مصابة بنقص في الإنزيمات. تبين أن نظامها المناعي قد ضعف وأن البكتيريا الحميدة لديها تغيرت وأصبحت تميل للنحافة. فنقل الباحثون فضلات هذه الفئران لأمعاء فئران سليمة فوجدوا أن بوادر التهابات بدأت تظهر علي الأخيرة 'ولكن لا يمكن التحدث هنا عن انتقال عدوي حسب روزيشتيل. وفي دراسة أجرها باحثون في هولندا علي 18 رجلا بدينا كانوا مصابين باضطرابات في تحويل السكر لطاقة، فنقل للجهازهم الهضمي بكتيريا حميدة من أشخاص يتسمون بالرشاقة فوجدوا أن البكتيريا الحميدة في أمعاء هؤلاء تغيرت بعد ستة أسابيع وأصبحوا يهضمون السكر. علق بيشوف قائلاً 'تقدم كل هذه الدراسات معلومات جديدة وتفتح الباب أمام قواعد جديدة يمكن استخدامها في الوسائل العلاجية'. وأنه ممكن مستقبلا التحكم في البكتيريا الحميدة من خلال التغذية أو الأدوية.