السنوات التي حكم فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر برغم صعابها وتحدياتها إلا أنها كانت سنوات مليئة بالإنجازات العملاقة التي أعطت لمصر وشعبها الخير الوفير الذي مازلنا ننهل منه حتي الآن، لأنها إنجازات أعطت للشعب في حينه القيمة والكرامة والعزة والكبرياء بعد أن أثبتوا بسواعدهم في حينه بأنهم أهل لهذا التحدي عندما التفوا حول زعيمهم لصنع المعجزات وبما أنجزوه من مشاريع قومية شارك فيها جميع المواطنين بكافة أطيافهم وتخصصاتهم وبشراكة ومساندة مخلصة من كل مؤسسات الدولة لصالح الوطن من خلال شعار الجهاد والعمل حتي أصبح هذا العهد محبوبا من كل الأجيال محبوبا حتي من الجيل الجديد الذي لم يعش في هذا العهد ولكنه يسمع كثيرا عن تاريخه المشرف عندما يشاهد الدليل علي ذلك من خلال الأعمال والإنجازات الخالدة التي تمت في هذا العهد وهي كلها أعمال تم إنجازها بالحب والإخلاص وتمت مشاهدتها من خلال ما أنجزته مصر في تلك الفترة من صناعة وزراعة وفنون وتعليم وصحة ومواصلات وخدمات متعددة، إضافة إلي تسليح القوات المسلحة، ناهيك عن ازدهار مصر في صنعها لعلاقات قوية ومتميزة مع محيطها العربي والإفريقي والدولي وبخاصة مع روسيا ودول عدم الانحياز في تلك الفترة حتي ارتفعت قامة مصر برئيسها وأصبحت به هرما رابعا سيظل يذكره العالم من خلال تلك الأيام الوطنية وإنجازاتها التي أسعدت سنوات المصريين وجعلتهم يتوحدون علي حب الوطن والتفاني في العمل والإخلاص لتصبح من أهم سمات في هذا العصر وهي السمة التي إن توافرت في شعب فإنها تضمن له تحقيق المستحيل، وقد استمرت تلك الروح في عهد الرئيس السادات وأيامه الوطنية ومنها عبور قناة السويس بسواعد وهامات أبناء مصر حتي أذلوا العدو وأجبروه بأن يجنح إلي السلام، لتستمر هذه الروح أيضا خلال السنوات الأولي من عهد مبارك التي استرد فيها طابا المصرية واهتم بالمشاريع والبني التحتية لفترة ثم بدأت مصر في سنوات عهده الأخيرة بالتدهور بعد تفريطه في نظم الدولة وحسن إدارتها مما أدي إلي الفساد والرشوة والمحسوبية وبيع إنجازات من سبقوه والتجاوز في بيع أراضي الدولة وما خلفته حكومة نظيف ومن سبقوه من مساوئ أدت إلي انهيار الدولة وتراجع دورها وبخاصة بعد تدخل أسرة مبارك في نظم الحكم، هذا في الوقت الذي كان التنظيم الإخواني الإرهابي ينظم صفوفه ويعمل في الخفاء ويشحذ الجماهير لصالحه عن طريق تقديم الخدمات لقطاع عريض من الشعب مستغلا تخاذل الدولة وتقاعسها عن أداء واجبها تجاهه، مما كان له بالغ الأثر في وصول الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير حتي تمكن الشعب من خلعهم من الحكم بعد ثورة الثلاثين من يونيو عندما تأكد من خيانتهم وخيانة رئيسهم وقياداتهم لمصر بمساندة من التنظيم الإرهابي الدولي وخلال تلك الفترات المضمحلة من تاريخ مصر أصبح الشعب يشعر باليأس والإحباط علي حاضره ومستقبله والندم علي أيامه الوطنية الخالدة في عهد الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات حتي ظهر في الأفق الرئيس السيسي الذي أرسله الله إلي هذا الشعب ليعيد له أمجاده وإنجازاته وأيامه الوطنية ويحافظ علي أمنه واستقراره ويعيد لمصر مكانتها ودورها الريادي في العالم، ويعيد الأمل إلي نفوس المصريين من جديد ويجدد ثقتهم في أنفسهم من خلال تاريخهم وحضارتهم وبما يملكوه من ثروات، ففي أقل من شهرين من توليه الحكم إلا وظهرت معه بشائر الخير في سماء مصر بعودة أيامها الوطنية ومشاريعها العملاقة عندما دشن أمام شعب مصر والعالم مشروع محور قناة السويس وبما يحمله هذا المشروع من أهمية لمصر والعالم وبما يبشر بأننا عدنا لعهد عبد الناصر بعد ميلاد هذا القائد التاريخي الذي يبدو أنه جاء لينهض بمصر ويطور بالعمل والإخلاص وحسن الإدارة تطوير الاقتصاد المصري وترسيخ دور مصر المحوري بالعالم من خلال بسط سيادتها ونفوذها علي أراضيها مما أعاد للمصريين مرة أخري الثقة في حاضرهم ومستقبلهم وأدخل الفرحة علي قلوبهم بعد أن تحققوا من حسن اختيارهم ورهانهم لرئيسهم هذه المرة. ومادامت تلك الإنجازات الجبارة تسعد المصريين وتخرج طاقاتهم الجبارة علي هذا النحو، فلماذا لا نجعل أيامهم كلها وطنية ومليئة بالإنجازات من خلال حسن استغلال مواردنا التي حبانا الله بها وتحويلها إلي أفعال للنهوض بالوطن وإعطائه الوجهة التي يستحقها أسوة بإنجازات فراعنة الماضي، ولن يتم لنا ذلك إلا من خلال الإخلاص للوطن والالتفاف القوي حول هذا القائد والوقوف وراء مؤسستنا العسكرية والشرطية، وتقديم مصلحة الوطن علي المصالح الفردية، واحترام القانون، وتقديسنا للعمل، وعندها يمكن أن تصبح أيامنا كلها وطنية من خلال الاهتمام بتفعيل الكثير من المشاريع القومية التي تنتظرنا والعمل من جانب الدولة علي إشراك الشعب ومساهمته فيها، وعندها يمكن أن نبني مصر ونضمن الخير والازدهار لأبنائها في الحاضر والمستقبل.