اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم بالقمة المصرية السعودية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقالت صحيفة 'المدينة' إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة، ولقاء القمة الذي جمعه بخادم الحرمين الشريفين في جدة أمس الأول، تعتبر علامة فارقة ومرحلة هامة في مسيرة العلاقات التاريخية بين المملكة ومصر. وأضافت في افتتاحيتها بعنوان 'زيارة ناجحة وقمة مفيدة' إن الزيارة تأتي كذلك كمؤشر له دلالته الهامة علي صعيد توحد المواقف والرؤي الإستراتيجية بين الرياضوالقاهرة إزاء الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بكل ما تحمله من مخاطر وتحديات للأمن القومي العربي، لاسيما وأن تلك القمة جاءت في توقيتها المناسب من خلال تناولها لكافة الملفات الساخنة والقضايا الملحة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وعلي الأخص مكافحة الإرهاب والتنسيق المصري السعودي في مواجهة أمن الحدود، والتباحث في الأوضاع المتأزمة في غزة والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان. وتابعت إن الزيارة أتاحت كذلك إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات خاصة في المجال الاقتصادي بما يفتح آفاقا أرحب في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري، بعد أن دخلت مصر بالفعل عهد المشروعات التنموية الضخمة مثل مشروع قناة السويس الجديدة، ومشروع تشغيل الطريق الموازي لقناة السويس من خدمات، ومستودعات، ومشروع وزارة الطيران المدني 'إيربورت سيتي' الخاص بتنمية المناطق المحيطة بمطار القاهرة الدولي، وغيرها من المشروعات الطموحة التي تدشن لحقبة اقتصادية جديدة وواعدة في مصر، التي تنهض من جديد بعد أن تجاوزت العديد من العراقيل التي كانت تعترض مسيرتها التنموية ممثلة في الإرهاب، وجماعات الظلام والضلالة. وقالت إن الزيارة تؤكد أن البلدين الشقيقين يقفان في خندق واحد ضد الإرهاب، وعوامل التجزئة والانقسام، والفتن التي تزرعها القوي المعادية للسلام والاعتدال في المنطقة، بما يؤكد علي تكامل الدور السعودي - المصري، واصطفافه في جبهة واحدة ضد جماعات الإرهاب والتطرف، كما أن تركيز المباحثات علي الهموم والقضايا العربية الملحة يعكس حرص القيادتين السعودية والمصرية علي العمل معا، وتسخير كافة إمكاناتهما في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلي المنطقة بكل السبل المؤدية إلي ذلك، وبما يعود بالخير علي الأمتين العربية والإسلامية، وإصلاح الوضع في العالم العربي. وتحت عنوان 'القمة السعودية المصرية وملفات هامة' قالت صحيفة 'اليوم' إن الزيارة التي وصفتها ب 'التاريخية' الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تقلده رئاسة مصر، للمملكة، تعكس بوضوح، عمق العلاقات القوية بين البلدين من جانب، وأهمية التشاور مع خادم الحرمين الشريفين حول ملفات هامة وحيوية من جانب آخر، لا سيما أن هناك تطورات راهنة متلاحقة، وعلي رأسها العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة، وتمدد الإرهاب الأخطبوطي في بعض الدول العربية، والنهوض باقتصاديات مصر بعد سنوات عجاف من الأزمات والقلاقل التي خرجت أرض الكنانة -بفضل الله وعونه- معافاة منها. وأكدت أن الزيارة تجيء في توقيت مهم، تشهد فيه الأمتان العربية والإسلامية سلسلة من التحديات، لا سيما تلك المتعلقة بحركات الجماعات المتطرفة في بعض الدول العربية، فالتشاور حيال تلك التحديات، وكيفيات معالجتها، أمر هو علي جانب كبير من الأهمية. وأضافت أن المملكة ومصر وقفتا بثقليهما السياسي والاقتصادي دائما، لنصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة، مشيرة إلي ان العرب يواجهون اليوم تحديا كبيرا يتمثل في العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، وأن مواجهة هذا العدوان تقتضي من القادة العرب التباحث والتشاور في أفضل السبل الممكنة، للخروج من الأزمة الراهنة بحلول ناجعة وقاطعة لوقف العدوان الصارخ علي قطاع غزة المنكوب. وإزاء ذلك، فإن القمة السعودية المصرية تعكس أهمية معالجة هذا الملف، بطريقة تدعم مطالبة المقاومة بالحقوق المشروعة للقطاع من ناحية، وتدعم المطالبة بتسوية النزاع القائم بشكل نهائي من ناحية أخري. كما أشارت إلي ما تواجهه الأمة العربية من خطر داهم يتمثل في الحركات المتطرفة من قبل ثلة من الإرهابيين الساعين لتخريب الأرض وإفسادها، وأهمية التشاور مهما حيال هذه الملفات إضافة إلي ملفات أخري حيوية طرحت أثناء زيارة السيسي للمملكة، لا سيما تلك المتعلقة بدعم العلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين السعودي والمصري، وكيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية التي ألحقتها الاضطرابات السياسية في مصر خلال السنوات القليلة المنفرطة. وقالت إن الثقل السياسي والاقتصادي الكبير الذي تتمتع به السعودية ومصر، كفيل بتحقيق سلسلة من الإنجازات الداعمة لسائر القضايا العربية والإسلامية الملحة، مشيرة إلي أن ذلك الثقل كان له أهميته الواضحة في دعم تلك القضايا، والخروج منها بنتائج قاطعة، انعكست علي مصالح الأمتين لما فيه رخاء ورفاهية الشعوب العربية والإسلامية من جانب، ولما فيه نصرة قضاياهم العادلة من جانب آخر.