ماشيد ريزاي طفلة في ال 11 من العمر سكبت الوقود علي نفسها، وأشعلت في جسدها النار لتهرب من الزواج الذي فرضه عليها والدها من رجل يكبرها ب 20 عاما. اضطرت الفتاة للهروب إلي لندن من أبيها، الذي كان يعتدي عليها بالضرب، أثناء وجودها في المستشفي للعلاج. وتقول الفتاة: 'الناس الذين كان من المفترض أن يحبوني، لم يساعدوني ولم يقدموا لي الحماية'. وتقول الطفلة: 'عشت طفولة سعيدة، مع أمي وثلاثة أخوة، إلا أننا كنا نخاف جميعا من أبي، وكانت أمي زوجته الرابعة، حيث لم ينجب من زوجاته الأخريات، وقالت لي أمي إن جميع زوجاته السابقات هربن منه، لأنه كان يضربهن بشدة'. استمرت حياة الفتاة مع أخوتها في هدوء، حتي جاء اليوم الذي طلب فيه رجل يد صديقتها 'زينب' البالغة من العمر 9 سنوات، بالرغم من الفارق الكبير في السن. لم تتحمل صديقتها الأمر، وأشعلت في جسدها النار، وتوفيت نتيجة الحروق. وبالرغم من انقضاء أقل من عام علي وفاة صديقتها، فوجئت الطفلة بوالدها يخبرها أن رجلا طلب يدها، يكبرها ب 20 عاما. وأصرّت أمها أيضا علي الزواج، ولم تجد ماشيد حلا سوي الانتحار حرقا، فهربت مسرعة إلي المطبخ وسكبت علي نفسها البرافين، ثم أشعلت النار متأثرة بما حدث لصديقتها زينب. أمضت ماشيد بعدها 3 أشهر فاقدة الوعي بالمستشفي في منطقة آراك، إلا أن هذا لم يمنع والدها من ضربها، أثناء تلقيها العلاج. بعد عودتها للمنزل رفض العريس الزواج، لما أصاب وجهها ويديها من حروق. وبعدها سارت الأمور من سيء إلي أسوأ مع ازدياد عنف والدها، الذي أخبرها أنه يتمني موتها. طفلة ايرانية تشعل النار في جسدها هربا من الزواج وتطلب اللجوء لبريطانيا وتقول ماشيد إنها تعرضت لعقبات كبيرة بعد الخروج من المستشفي، حيث جعلت الحروق الناس ينفرون منها، والبعض الآخر ينظر إليها نظرة احتقار ولاقت معاملة سيئة من الأطفال الذين طالما ألقوا الحجارة عليها. وفي عمر ال 13 هربت الفتاة من المنزل، بعد أن سرقت بعض النقود من والدها، ووصلت إلي طهران لمواصلة العلاج، حيث وجدت هناك جراحا أشفق عليها وساعدها في الهرب من إيران إلي لندن. تعيش ماشيد الآن في لندن، وتبلغ من العمر 36 عاما، وساعدتها منظمة حقوق المرأة الإيرانية والكردية علي مواصلة حياتها. بينما بقيت أسرة الطفلة في إيران، ولم تتحدث مع ذويها منذ أكثر من 20 عاما.