تعتبر 'العيدية' أهم طقوسه المتوارثةهي جزء من فرحة العيد، والعادة الغير المرتبطة بسن أو مكانة اجتماعية مهما كانت قيمتها، لكن فرحتها وتأثيرها في نفس الفرد كبير، فالعيدية ينتظرها الصغار والكبار بشرط أن تكون من أوراق جديدة حتي ولو جنيهات معدودة لكنها تسبب البهجة والسرور علي قلوب الأطفال. يرجع أصل العيدية للعصر المملوكي، فكان السلطان يوزع راتبا خاصا علي الجنود والأمراء ومن يعمل معه في العيد وكانت تسمي 'الجامكية'، وكانت تتراوح قيمتها حسب الراتب فكانت عبارة عن دنانير من الذهب للبعض أو أخري من الفضة للبعض الآخر. لكن في العهد العثماني أخذت العيدية أشكالا أخري ولم تعد تقتصر علي المال، واستمرت العادة لدي المسلمين حتي وصلت لعصرنا الحالي في سائر البلدان العربية، ففي السعودية علي سبيل المثال يتم تخصيص يومين لتوزيع العيدية، يوم للنبين وآخر للبنات. في ظل الأوضاع الاقتصادية للبلاد هذا العام مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وتزامنا مع عيد الفطر والمتطلبات التي يحتاجها المنزل والأولاد من ملبس وكحك وعيدية، فهل ستؤثر الأحوال الاقتصادية السيئة علي قيمة العيدية هذا العام أم لا؟ في هذا الشأن يقول علاء سليم رجل اعمال أن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار سيؤثر علي العيد هذا العام، حيث أن مبلغها سيقل بعض الشئ وليس أي أحد يأخذ العيدية الأولاد والأقارب فقط. ويري آخرون أنه لابد وأن تزيد قيمة العيدية لهذا العام في ظل ارتفاع الأسعار، وذلك لأن الأطفال ليس لهم أي ذنب في سوء الأحوال الاقتصادية، العيدية في البلاد العربية في الكويت العيدية تختلف بعض الشئ فتكون عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يسمي 'القرقيعان' يعطيه الناس للأطفال، بينما في السودان يحرص الآباء والأهل علي إعطاء الأطفال قطع نقدية معدنية تخصص بالكامل من أجل شراء الأطفال ما يحبون من ألعاب. يري خبراء وأساتذة علم نفس أن العيدية قيمة مفيدة للطفل تعمل علي تنمية قدرته علي التصرف في أمواله والتخطيط لكيفية إنفاقها، كما أنها تدخل السرور والبهجة علي قلوبهم خاصة إن كانت من أوراق مالية جديدة، لذلك ابتكر البعض طرق جديدة في تقديم العيدية.