لسنوات طويلة ارتبط الذهاب إلي ملاعب كرة القدم وتشجيع الأندية الشعبية بالرجال، لكن منذ بطولة كأس الأمم الأفريقية والتي استضافتها مصر في عام 2006، أصبح من المعتاد مشاهدة "المشجعات" وهن يذهبن إلي ملاعب كرة القدم لحضور المباريات الكبري وتشجيع فريقهن، بل والدخول في مشاجرات كروية. وامتد الأمر من مجرد حضور المباريات علي ما هو أكثر، من خلال تأسيس روابط "تشجيع نسائية" للفرق الشعبية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي. كما أقدمت المشجعات "الكرويات" علي تأسيس مجموعات علي الفيسبوك تكون مهمتها الترويج لفكر الروابط الكروية النسائية وإتاحة أكبر قدر من التواصل بين مشجعات الفرق وبعضها البعض". والأكثر من ذلك أن تلك المشجعات انضممن إلي ما بات يعرف ب "الألتراس" والذين ارتبطت أسماؤهن بالتعصب لفرقهن. فمثلاً نجد أن رابطة مشجعات نادي الزمالك واللاتي يطلقن علي أنفسهن لقب "ملكات التشجيع" يخصصن مجموعتهن علي الفيسبوك لتشجيع نادي الزمالك والدعوة لحضور المباريات الهامة التي يخوضها الفريق، بل والدعوة أيضاً لحضور اجتماعات الرابطة والتي تأسست عام 2006 وتضم في عضويتها 75 عضوة فاعلة، فيما تضم مجموعتهن الموجودة علي الفيسبوك حوالي 10 آلاف عضوة". وتقوم الرابطة، والتي أنشأتها كل من دينا عاطف وبسنت الغالي وآلاء عمر ورنا شقوير، بطباعة القمصان الخاصة بنادي الزمالك والمكتوب عليها اسم الرابطة "ملكات التشجيع" حيث يباع القميص الواحد بحوالي 60 جنيهاً حتي تبدو المشجعات عند حضورهن المباريات في صورة حضارية. وتشير التقارير الخاصة برابطة مشجعات نادي الزمالك إلي أن "الرابطة بدأت ب 15 عضوة فقط، وكانت تقوم علي الجهود الذاتية في صناعة القمصان وإقامة الاجتماعات الخاصة بعضوات الرابطة". ولم يكن غريباً أن تنتقل العدوي من مشجعات نادي الزمالك إلي مشجعات النادي الأهلي، صاحب الشعبية الكبيرة في مصر، حيث قامت مجموعة من مشجعات النادي بتأسيس رابطة خاصة بهن تحت عنوان "أهلويات للأبد"، وهي الرابطة التي تأسست بعد عامين فقط من تأسيس رابطة مشجعات نادي الزمالك، وبدأت الرابطة في عام 2008 ب 10 عضوات فقط قبل أن يرتفع العدد مؤخراً إلي 50 عضوة حسب ما تقوله دنيا سمير مأمون والتي تبلغ من العمر 25 عاماً. وعلي طريقة جروب الفيسبوك الخاص بمشجعات النادي الزمالك، فقد استفادت مشجعات النادي الأهلي بتكنولوجيا الإنترنت حيث أنشان موقعاً اليكترونياً خاص بالرابطة، وهو موقع www.ahlawyat.com وحسب ما هو مكتوب علي التعريف الخاص بالرابطة فقد جاء تأسيسها" في ظل التعنت الواضح من رجال الأمن لجماهير النادي الأهلي والمضايقات التي تحدث للنساء قبل الرجال والتفتيش الذاتي للمشجعين وكأنهم يرتكبون جريمة لذهابهم إلي الإستاد لمؤازرة فريقهم تظهر في الأفق رابطة نسائية من مشجعات النادي الأهلي ترفع شعار " أهلاويات إلي الأبد ". وتشير مشجعات الأهلي أو "أهلويات للأبد"، حسب ما هو موجود علي الموقع الخاص بهن" إلي أن "هذه الرابطة ظهرت في مباراة يانج افريكانز مع النادي الأهلي في بطولة أفريقا والتي انتهت بفوز الأهلي بثلاثية نظيفة من خلال 13 فتاة يحملون لافتات تشجيع للنادي الأهلي معلنات وجودهن بصورة حضارية" مشيرين إلي أن "هذه الرابطة النسائية تحظي بدعم من مجلس إدارة النادي الأهلي والذي قرر مسئولوه تخصيص أفراد أمن لمرافقة المشجعات في أثناء تواجدهن في المدرجات وحمايتهن من المضايقات المتوقعة، كما أن هناك أتوبيسان خاصان لنقل عضوات الرابطة إلي مكان إقامة المباريات، الأول ينطلق من أمام الندي الأهلي في الجزيرة، والثاني من أمام فرع النادي الأهلي بمدينة نصر". ومثل عضوات رابطة "ملكات التشجيع" الزملكاوية، فإن رابطة "أهلويات للأبد" تلزم عضواتها بارتداء قمصان النادي الأهلي عند حضور المباريات الخاصة بالفريق. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للنادي الإسماعيلي، حيث أنه يكفي أن تكون هناك مباراة كبيرة يخوضها النادي الإسماعيلي في مدينته، وقتها ستجد مئات المشجعات لنادي الإسماعيلي وقد ارتدين الزي الرسمي لفريقهن ورحن يعزفن علي السمسمية تشجيعاً للدراويش، لكن ضعف الإمكانيات فقط هي التي تمنع مشجعات الدراويش من الظهور بصورة اكبر علي الساحة الرياضية، إضافة إلي أن الفريق يؤدي نصف مبارياته فقط في الإسماعيلية مما يحرم مشجعاته من حضور 50 من مباريات الفريق. وتحكي إحدي المشجعات، والتي رفضت ذكر اسمها ، أن أهلها كانوا يرفضون في البداية فكرة ذهابها إلي ملاعب كرة القدم لحضور المباريات خوفاً من تعرضها للتحرش الجنسي أو لأعمال الشغب. وتضيف قائلة "لكن مع مرور الوقت وثبوت عدم صحة تلك المخاوف، أصبح الأمر عادياً، بل وفي بعض الأحيان تذهب معي أمي للمشاركة في التشجيع". وتضيف قائلة "أول مرة ذهبت معي أمي إلي الإستاد، عاشت لحظات سعادة حقيقية وهي تستمع إلي الغاني والهتافات، حتي أنها شاركتنا فرحة تسجيل الأهداف".