قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن كلمة ' وحوي يا وحوي' التي يتغني بها الأطفال في شهر رمضان الكريم أصلها مصري قديم. وأضاف ريحان أن كلمة 'أيوح' معناها القمر وكانت الأغنية تحية للقمر و لليالي القمرية، ونصها ' قاح وي، واح وي، إحع' وترجمتها باللغة العربية 'أشرقت أشرقت ياقمر' وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب. وأشار ريحان، في تصريح له اليوم الاحد، إلي أنه بعد دخول الفاطميين إلي مصر وانتشار ظاهرة الفوانيس أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان فقط بعد أن ظلت أزمنة مديدة مرتبطة بكل الشهور القمرية وذلك طبقا لما جاء في دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور علي الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة. وأوضح أن تلك الدراسة ألقت الضوء علي الروايات المتعددة عن أصل فانوس رمضان ومنها رواية في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي حيث كان محرما علي نساء القاهرة الخروج ليلا فإذا جاء رمضان سمح لهن بالخروج بشرط أن يتقدم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوسا مضاء ليعلم المارة في الطرقات أن إحدي النساء تسير فيفسحوا لها الطريق، وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس في رمضان. كما ذكر أن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتي وكان يعلق في منارة الجامع إعلانا لحلول وقت السحور، فصاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتي ليلا لتسحير الناس حتي أصبح الفانوس مرتبطا بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة في هذا الشهر. وتابع أن الدراسة أشارت لأصل المسحراتي منذ العصر العباسي, حيث يعتبر والي مصر عتبة بن إسحاق أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها إلي تناول طعام السحور عام 238ه 853/م وكان يتحمل مشقة السير من مدينة العسكر إلي الفسطاط مناديا الناس ' عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة '. ولم تقتصر مهنة المسحراتي علي الرجال فقط كما يعتقد البعض فكما أن هناك المسحراتي فهناك أيضا 'المسحراتية', ففي العصر الطولوني كانت المرأة تقوم بإنشاد الأناشيد من وراء النافذة في وقت السحور لتيقظ أهالي البيوت المجاورة لها كما كانت المرأة المستيقظة في وقت السحور تنادي علي جاراتها لإيقاظهن. وأوضح أن الدراسة كشفت عن أصل مدفع الإفطار وارتباط اسمه بالحاجة فاطمة في رواية ترجع لعام 859 ه 1455/م ففي هذا العام كان يتولي الحكم في مصر والمملوكي يدعي 'خوشقدم' وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني وكان الاختبار يتم أيضا في وقت غروب الشمس فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعي 'الحاجة فاطمة' التي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه فأطلق بعض الأهالي اسم 'الحاجة فاطمة' علي المدفع واستمر هذا حتي الآن إذ يلقب الجنود القائمون علي تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليا بنفس الاسم.