ما إن علمت الشقيقة ليبيا بنبأ فوز المشير السيسي في انتخابات الرئاسة بفارق كبير علي منافسه، حتي قامت من سرير مرضها وتمايلت ورقصت فرحاً وطرباً علي أنغام 'تسلم الأيادي'، وتقلصت المسافة بين العاصمتين وتقاربت الحدود حتي إلتقت طرابلسبالقاهرة.. طرابلس: 'بسعادة وفرح' مبروك عليك يا أمنا يا أم الدنيا يا غالية.. مبروك عليك صحتك اللي رجعت لك بالسلامة، ومبروك عودة الروح إلي شعبك العظيم. القاهرة: 'بابتسامة عريضة' الله يبارك فيك أيتها الشقيقة، وعقبالك يارب. طرابلس: المهم أنتِ، لأنك مادمت بخير هنكون كلنا بخير.. فأنت الشقيقة الكبري التي حينما تتحرك نتحرك جميعا وراءها، وأنت حينما تحركتي وانتفضتي ضد الغرب وأدوادته انتفضنا جميعاً وتحركنا، فأنا وسوريا بدأنا في التحرك ضد الإرهاب.. ففي سوريا التف الشعب حول زعيمه مرة أخري بعدما أدرك حجم المؤامرة علي الوطن، وأنا قد خرج أحد أبنائي المخلصين عن صمته ويقود الآن عملية الكرامة. القاهرة: تقصدي خليفة حفتر؟ طرابلس: نعم خليفة حفتر الذي يقود حرباً شرسة ضد الإرهاب، وهونفس الدور الذي قام به ابنك السيسي.. السيسي ابن مؤسستك العسكرية الذي أعاد لك قوتك ومكانتك مرة أخري، فأخيراً عرفنا قدر أبناءنا في مؤسساتنا العسكرية. القاهرة: طبعاً هم أطهر الرجال وأخلصهم، ولما لا، وهم من يضحون بأرواحهم فداءً لنا، لهذا فهم أولي من غيرهم بتولي شئوننا.. لذا يجب علي كل أب وكل أم أن يغرسوا في أطفالهم منذ الصغر اﻻنتماء للوطن الغالي والفخر بجيش وطنه ومؤسسات بلده، وهكذا ينشئون جيلاً وفياً مخلصاً لمؤسساته الوطنية، وبذلك يكون لدية القدرة علي تسلم الراية في المستقبل ويكمل الطريق، وهذه المسئولية التي يجب أن يقوم بها كل أب وأم لا تقل أهمية عن المهام الملقاة علي كاهل كل جندي يدافع عن الوطن.. طرابلس: فعلا تأكدت من هذا.. تأكدت بأن أبنائي العسكريين هم أطهر الرجال وأخلصهم، وذلك بعد السنوات العجاف التي أعقبت حكم القذافي بعدما تحالف الأغبياء والجهلاء من أبنائي للتخلص من القذافي طمعاً في خيراتي.. وأنا أيضاً سأوصي أبنائي بأن يغرسوا في نفوس أطفالهم الإنتماء لبلدهم وجيشهم وشرطتهم وأمتهم العربية حتي لا يقعوا فريسة مرة أخري تحت يد هؤلاء الخونة أعداء الدين والوطن. القاهرة: لقد عانيت أنا الأخري من جهل وغباء هؤلاء، ولولا حنكة واخلاص المشير طنطاوي، والذي ترك لهم الحبل حتي شنقوا أنفسهم به لكان مصيري هو نفس مصيرك.. فهؤلاء الأغبياء والجهلاء مدعي الدين ليسوا بأبناء لنا، فأنا قد تبرأت منهم منذ ميلادهم، ودائماً ما كنت أحذر أولادي منهم، لكن البعض من أبنائي لم يستمع ولم ينصت ولم يأخذ بنصيحتي حتي اكتشفوا بأنفسهم حقيقة ما كنت أقول.. اكتشفوا بأن من حملوا الإسلام شعاراً لهم، اكتشفوا بأنهم خونة وتجار دين.. نعم هم خونة، فقد تحالفوا مع أعدائي رغم أنهم أكلوا من خيراتي وترعرعوا علي أرضي، فضلاً عن أنهم شوهوا صورة الإسلام السمحة، لذا لا مكان لهم بيننا من الآن. طرابلس: الحمدلله الذي أنقذك من الإحتلال الإخواني الذي لا يراعي ديناً ولا حُرمة.. الحمدلله الذي حفظ شعبك من المصير الذي سرت إليه أنا وبعض الشعوب الأخري خلف سراب ثورات الربيع العربي الصهيونية.. الحمد لله علي كل شيء. القاهرة: الحمد لله.. والشكر لله.. والشكر لكل من ساعدني ووقف بجواري حتي تخطيت هذه المحنة العصيبة.. فتحية تقدير وامتنان للملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والمملكة الأردنية. طرابلس: طول عمرك أصيلة.. لا تنسي الجميل أبداً، وهذا سر قوتك وعظمتك يا غالية. القاهرة: الحمد لله. طرابلس: ونعم بالله، وبعد ما اتطمنينا عليك يا أم الدنيا.. يا رب نتطئمن علي سوريا.. اللهم انصر سوريا وانصر بشار الأسد والجيش العربي السوري.. لا تتصوري قدر سعادتي وفرحتي حينما شاهدت الأعداد الغفيرة من السوريين الذين اختاروا السير تحت الشمس الحارقة لساعات والانتظار لساعات إضافية وفي ظل ظروف أمنية متردية، من أجل الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة، والتي بلغت نسبة المشاركين فيها 73%.. وفاز فيها الأسد علي منافسيه بنسبة 88% من عدد الأصوات الصحيحة.. هذه الأعداد الغفيرة والتي رفعت صورة بشار عاليه شكلت صدمة للكثيرين.. فما شهدته إنتخابات الرئاسة السورية كان أشبه بالتظاهرة الشعبية المؤيدة للنظام ولبشار الاسد. وأصبح السؤال الذي يجب أن يسأله الجميع وهو.. إذا كان هؤلاء جميعا يدعمون بشار الأسد، فمن يعارضه؟ أين هم معارضوه؟ وكم عددهم؟.. وفي الجزائر التف الشعب حول زعيمه بوتفليقة خوفاً من أن يصل إلي قصر الحكم أحد أتباع الغرب الإستعماري.. وفي اليمن سيخرج منها ابناً مخلصاً يخلصها من براثن الإرهاب ويعيدها قوية موحدة كما كانت. القاهرة: لقد سقطت كل مخططات الغرب الإستعماري، بعدما أدرك كل أبناء الوطن العربي حجم المؤامرة الأطلسية علي بلادنا، وها أنا قد تعافيت ولن أهدأ حتي يتعافي كل الوطن العربي. طرابلس: الحمد لله، وتسلمي دايماً من كل شر، فقوتك هي قوة لنا جميعاً.. أنت بخير فكلنا بخير. القاهرة: الحمد لله، وأشكرك أيتها الشقيقة علي هذه المشاعر النبيلة، وربنا يديم المحبة والتعاون والتضامن بيننا. طرابلس: المحبة والتعاون والتضامن!.. لقد وفرتي علي الطريق وهذا ما كنت سأحدثك عنه.. عن حلم ابنك البار والمخلص والذي جاد بكل ما يملك من أجلك وأجلنا جميعاً.. ابنك جمال عبد الناصر، والذي جاء الوقت لكي نحقق حلمه.. حلم الوحدة العربية، فالوحدة هي الجسر الذي ينقلنا مما كنا عليه في الماضي إلي ما نحلم ونتطلع إليه في المستقبل ومن ثم يصعب علي الغرب المستعمر أن يجد مأرباً يستطيع التسلل من خلاله والتدخل في شئوننا لتحقيق أوهامه وأحلامه علي حسابنا. وبما أنك أنت الشقيقة الكبري فيجب عليك أن تحتضنينا جميعاً تحت جناحيك الكبيرين حتي نعود كما كنا في الماضي جسداً واحداً، ومن ثم يرتاح ابنك المخلص جمال عبد الناصر في قبره.. القاهرة: 'تبكي' جمال.. ابني.. وحشتني يا جمال. طرابلس: لم البكاء يا غالية وقد رزقك الله بالسيسي خلفاً له؟ القاهرة: رحم الله ابني جمال ووفق السيسي ولدي، لكن في البداية سنزيل آثار فترة ما بعد ثورات الربيع الصهيوني، وها هم كل أبناء العرب أدركوا أهمية الوحدة والتضامن، فأهم متطلبات نجاح الوحدة هو إيمان الشعوب بأهمية الوحدة.. الشعوب وليس الحكومات، فأنت تعلمين أن بعض الحكام العرب كانوا من ضمن أدوات الغرب المستعمر.. فاطمئني أيتها الشقيقة ليبيا ستُسقط الشعوب العربية كل أدوات الغرب، وسيخرج في كل بلد عربي من يشبه السيسي ولدي، فالسيسي ولدي يسير علي نفس خطي جمال، وأصبح بطلاً قومياً ورمزاً كما كان جمال، وسيلتف العرب جميعاً حوله كما التفوا حول جمال، وستتحقق الوحدة وسنصبح قبلة للعالم أجمع. طرابلس: 'بعينان لامعتان' يارب. القاهرة: والآن انتهت ساعة التمني ودقت ساعة العمل.. العمل علي تحقيق الرفاهية لشعوبنا العربية، بالوحدة والتضامن والتعاون فيما بيننا. .. سكت الكلام بين طرابلسوالقاهرة، وبعد عناق حار طويل أرسلت القاهرة لبقية العواصم العربية المخلصة، فجئن علي عجل، واجتمعن يخططن لتحقيق الحلم العربي..