كشفت صحيفة 'دي ماركير' الاسرائيلية الاقتصادية، التي تصدر عن مجموعة 'هآرتس' العبرية النقاب عن انّ شركة اسرائيلية بصدد اقامة محطة توليد كهرباء في المملكة الاردنية الهاشمية، وان هذه المحطة ستعمل بواسطة الغاز الطبيعي الذي يصل من مصر الي اسرائيل. واوضحت الصحيفة الاقتصادية، استنادا الي لقاءٍ اجرته مع المالكين الاثنين لشركة 'غلوبال باوور' انّ المحطة الاسرائيلية بالغاز المصري ستُقام في منطقة العقبة الاردنية، وتحديدا في منطقة التجارة الحرة بين عمّان وتل ابيب. وبحسب المعلومات الاولية، زادت الصحيفة، فان شركة 'غلوبال باور' تنوي الاستثمار في مجال انتاج الكهرباء في الاردن واسرائيل بما لا يقل عن مليار دولار لانتاج 700 ميغاوات من الكهرباء، كما لفتت الي انّ هذا المشروع يشمل ايضا شراء الغاز من حقل تمار قبالة حيفا والاستعداد لتسويقه في اوروبا. وبحسب مالكي الشركة فانّ عزوفها عن شراء الغاز الطبيعي من شركة EMG المصرية مرده توقف المصريين عن الاتصالات ربما بسبب ازمة الغاز التي تعصف بمصر. وكانت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية قد كشفت مؤخرا عن انّ شركة EMG المصرية الاسرائيلية المسؤولة عن توريد الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل، وقعت علي صفقة جديدة لتوريد كميات ضخمة من الغاز الطبيعي لاسرائيل لمدة 17 سنة، ويحق للطرف الاسرائيلي تمديدها لمدة خمسة اعوام اضافية، ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة البترول المصرية قوله انّه من حق شركة غاز EMG توقيع ايّ عقود تجارية مع شركات او افراد داخل اسرائيل شريطة التنسيق مع الجانب المصري. واوضح انّ الاتفاق الموقع بين الحكومة المصرية، ممثلة في الشركة القابضة للغازات الطبيعية ايجاس عام 2005، مع شركة غاز شرق المتوسط، التي اسسها رجل الاعمال المصري حسين سالم، لتصدير الغاز لمدة 20 عاما، يعطي للشركة الاسرائيلية حق تنظيم التعاقدات التجارية بالاسعار التي تراها مناسبة لها. واكد علي انّ هذه العقود التجارية تختلف تماما عن الاتفاق السياسي الذي وقعه وزير البترول المصري سامح فهمي، ووزير البنية التحتية الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر في حزيران 'يونيو' 2005 لتصدير الغاز المصري الي اسرائيل لمدة 20 عاما بدأ العمل بها في 2006 واوضحت المصادر الاقتصادية في تل ابيب انّ شركة EMG، المملوكة لرجل الاعمال الاسرائيلي يوسي ميمان، بالشراكة مع الحكومة المصرية، اتفقت مع شركة'دوراد' الاسرائيلية العاملة في مجال توليد الكهرباء علي توريد 12.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، في صفقة جديدة تتراوح قيمتها بين 2.1 و2.5 مليار دولار. وقالت المصادر عينها انّ شركة 'دوراد' الاسرائيلية فازت منذ فترة، بمناقصة لانشاء اول محطة توليد كهرباء تابعة للقطاع الخاص في اسرائيل بمدينة عسقلان، ومن المقرر ان تدخل سوق العمل بدءا من 2012 بقوة 800 ميغا، لذلك سارعت بتوقيع عقود الصفقة الجديدة مع الشركة المصرية. واشارت الي انّ زيادة الكميات الموردة كانت عامل الضغط الرئيسي الذي استخدمه المفاوض المصري لاقناع الشركة والجانب الاسرائيلي لرفع السعر، والا عليهم التكيف مع كميات منخفضة طوال مدة الاتفاق المقدرة ب20 سنة. وبحسب صحيفة 'دي ماركير' فانّ درة التاج في مشاريع شركة 'غلوبال باور' لا تقع داخل حدود اسرائيل وانما تتخطاها الي الاردن ومصر، وهكذا فانّ الشركة الاسرائيلية تملك 50 في المائة من امتياز المشروع الطموح مع شركة Trianon لانشاء محطة طاقة في العقبة الاردنية. والحديث يدور عن مشروع انشاء محطة طاقة بقوة 60 ميغاوات في منطقة التجارة الحرة بين اسرائيل والاردن، وستتم تغذية المحطة من انبوب الغاز المصري المتجه للاردن. واردفت المصادر ذاتها قائلة انّ شركة 'غلوبال باور' تجري مفاوضات مع شركة الكهرباء الاسرائيلية ومع زبائن في منطقة ايلات لتزويدهم بالكهرباء المنتج في المحطة الاردنية. ويمتلك المشروع اتفاق نوايا لشراء الغاز من شركة JEF المصرية بسعر مواز لاسعار شركة EMG التي تبيع الغاز لاسرائيل. كما تمتلك الشركة كتاب نوايا بتمويل المشروع ثنائي الاطراف هذا بنسبة 70 في المائة من وكالة التمويل التابعة للحكومة الامريكية 'OPIC'. وقد عرضت جهات دولية توسعة طاقة المشروع بحيث ينتج 200 ميغاوات. وبات واضحا انّه علي الرغم من الجهود التي تبذلها منظمات عربية لمقاومة التطبيع مع اسرائيل، فقد بات واضحا وجليا للعين انّ شركات الدولة العبرية تعمل لان تكون بديلا للجهد العربي المشترك. ومن شبه المؤكد ان الاستفادة الاسرائيلية من الغاز المصري في الاردن لانتاج الكهرباء تطرح في المستقبل تساؤلات حول كل من خط الغاز العربي او شبكة الكهرباء العربية التي يجري الحديث عنها.