وانا عائد الي أرض مصر لا يشغل بالي في كل مره سوي ابراهيم ابني ووحيدي وما سأضعه له في حسابه في البنك يؤمن به مستقبله وما سأحمله له من هدايا كنت احرص دائماً أن تكون من افخر الماركات العالميه للملابس والأحذيه وكريمات الشعر والعطور والشامبوهات التي اعتاد أن يستخدمها. ولكني كل مره كانت تصيبني صدمه عندما اجد الاستاذ بيبو غاضباً بعد أن يفرغ محتوي حقيبته، وعندما اسئله عن سبب غضبه يجيبني انت مش بتحبني انت ما جبتليش هديه ونسيت تجيبلي حاجه حلوه. الألفاظ ومدلولاتها : من النظره الاولي لهذا المشهد البسيط أكتشف أو توقعت ان هناك فجوه قد حدثت في المصطلحات ومدلولاتها بين جيل الاباء وجيل الأبناء. ولثقتي الشديدة أن أبني لن يطلب مني أكثر من ما هو في حدود أمكانياتي ولن يطلب مني ما هو من شأنه أن يعرض حياته وحياة باقي افراد الأسره للخطر كأن يطلب مني أن يحضر اسد للبيت مثلاً أو أن أزيل أحد أعمدة المنزل أو جدرانه التي دائماً ما يتخبط بها أثناء لعبه. فقررت علي الفور أن اهدأ من حدة غضبه بوعد قطعي علي نفسي أن أنفذ له ما يطلبه في ظل الشروط السابقه حتي أستطيع أن أدير معه حوار أتعرف فيه علي وجهة نظره. أختلاف الأولويات بين الأجيال : ومن نتيجة الحوار اكتشفت ان الامر أعمق من أن يكون أختلاف في الألفاظ ومدلولاتها وأن أبنائننا قد قفزوا فوق قمة هرم مثلث الأحتياجات الأنسانيه الذي يبدأ بالحاجات الفسيلوجيه ' طعام وماء وملبس ومسكن ' ثم يرتقي للأحتياج الي ' الأمان ' علي المستقبل الصحي والمالي وخلافه ' مروراً بالحاجات الأجتماعيه ' كداوائر الاهل والجيران والأصدقاء ' وأنهم يتعاملون فقط مع قمة هرم الحاجات الانسانيه تقدير الزات وأثبات الزات. وأن المأكل والمشرب ليس علي رأس أولويات من نظر الي البنطلون أبو وسط ساقط والبدي الاسترتش الذي يظهر عورة من يرتديه علي انه موضه. حكومة ماما وبابا : وأن أبنائنا يتعاملون معنا كما يتعامل بعض افراد الشعب مع الدوله أو الحكومه من منطلق أن توفير المأكل والملبس وأمن وأمان المستقبل والعلاقات الأجتماعيه هي فرض عين علي الأباء مجبرين علي تنفيذه وليس لهم خيار في ذلك والا تعرضت الحكومه للأنتقاد الشديد وربما سحب الثقه. ويعتقدون أن حكومة الآباء لا تري أحتياجاتهم وأولوياتهم وبالطبع أغلبهم لايدرك أن الغضب والأعتراض يقطع خيوط التواصل بينهم وبين حكومة بابا وماما. وبعد أن هدأ غضب ابراهيم وقال لي بكل هدوء : الحاجه الحلوه يعني شيكولاته.. يا سيسي