أعلنت الجهات الرسمية في بيت لحم عن اكتشاف أثري نادر لمقبرة تعود للعصر البرونزي المتوسط 1800 قبل الميلاد. وجاء الإعلان عن الاكتشاف الذي يعتبر من الاكتشافات الأثرية الهامة في مدينة بيت لحم التاريخية بما تحويه من معالم دينية وأثرية ابرزها كنيسة المهد، بعد أن تمكنت الأجهزة المختصة من استدراج مجموعة من المنقبين عن الآثار بصورة غير قانونية، والذين تمكنوا من سرقة بعض القطع الأثرية من المقبرة المكتشفة. وقال مدير دائرة الآثار في محافظة بيت لحم محمد غياضة إن هذه الاكتشاف الاول الذي يسجل في بيت لحم لأثار تعود لهذا العصر، الامر الذي يدل علي وجود أثار في بيت لحم تعود للعصر الحجري النحاسي. وأوضح أن هذه الاثار عثر عليها في مقبرة تقع في منطقة خلة البد في قرية العبيات شرق بيت لحم، في ارض وقف إسلامي، اثناء اعمال حفر تمهد لإنشاء المدينة الصناعية في بيت لحم. وبين غياضة أنه سيتم استكمال الحفر بالموقع لتوقع اكتشاف مقابر أخري، مضيفا أن هذه المقابر تحوي عظاما بشرية وحيوانية، اضافة إلي جرار تدفن مع الميت بداخلها مقتنياته وعطور ومراهم وأمور خاصة بالطقوس الدينية للحياة مع بعد الموت، بحسب معتقدات تلك الحضارة. وأكد أنه سيتم فحص ودراسة العظام التي عثر عليه من قبل مختصين لتحديد طبيعة الحياة في تلك الفترة، وطبيعة العلاقات الاجتماعية والعلاقات مع الدول المجاورة في هذه الحقبة الزمنية. من جهته، الملازم أول في شرطة السياحة والآثار خليل مقبل أكد أن معلومات وصلت للشرطة حول عثور منقبين غير شرعيين علي قطع اثرية في المنطقة المذكورة، وبعد استدراجهم والتحقيق معهم تبين انهم استخرجوا هذه القطع من المقبرة المكتشفة، وتم ضبطهم والمسروقات والتحفظ عليهم. وقال مقبل المتابع لهذا الملف إنه وبناء علي المعلومات المتوفرة للشرطة تم التوجه للموقع المذكور بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، وتأمين المكان بعد اكتشاف اكثر من مقبرة اثرية بالموقع. وأشار إلي أن الشرطة اتخذت الاجراءات اللازمة لحماية الموقع من قبل جهات الاختصاص. من ناحيتها، قالت وزيرة السياحة والآثار بالسلطة الفلسطينية رولا معايعة إن هذا الاكتشاف يعد الاول في بيت لحم الذي يعود للعصر البرونزي المتوسط، لافتة إلي أنه سيتم اتخاذ التدابير الفنية اللازمة لاستكمال عملية التنقيب في المنطقة. وأوضحت معايعة أنه سيتم تسجيل الموقع وما يحويه من آثار بوزارة السياحة ضمن الاثار الفلسطينية المكتشفة، مشيرة إلي أنه في حال توفر متحف للموقع سيتم عرض القطع الاثرية بالمكان. وأكدت الوزيرة أن لدي الوزارة طواقم مؤهلة قادرة علي التعامل بحذر ودقة مع الآثار في هذا الموقع، وفي بعض الاحيان يتم استدعاء طواقم من خارج فلسطين للمساعدة في عملية التنقيب.