مازالت الكتلة التصويتية لجماعة الإخوان تمثل رقمًا صعبًا في الانتحابات الرئاسية المقبلة ومازالت التكهنات هي سيدة الموقف الآن خاصة في ظل الموقف المعلن من جانب الجماعة وما يسمي بتحالف دعم الشرعية من مقاطعة كل بنود خارطة الطريق وإعلانهم دائمًا ان أي مشاركة منهم تعد اعترافًا من جانبهم بما أطلقوا عليه 'الانقلاب'. وفي ظل المفاجآت اليومية التي تشهدها الحالة السياسية في مصر الآن وظهور مرشحين لم يكونوا في الحسبان مثل المستشار مرتضي منصور يتوقع بعض المحللين ظهور مرشحين آخرين ينتمون للتيار الاسلامي يمكن ان يحدثوا مفاجأة حقيقية يمكن ان تقلب موازين اللعبة الانتخابية. خاصة أنه خارج البلاد. فمنذ أيام أعلن باسم خفاجي أحد وجوه الجماعة الاسلامية إعلانه الترشح للانتخابات إلا أن الأمر لم يؤخذ علي بمحمل الجدية من جانب كثير من المراقبين والمهتمين بالانتخابات، خاصة أنه خارج البلاد. وفي الوقت الذي ينتظر فيه كثيرون حدوث مفاجأة انتخابية بظهور مرشح يمثل التيار الإسلامي أو علي الأقل يدعمه التيار الإسلامي ولو في الخفاء فإن الكتلة التصويتية للجماعة مازالت تعد رقمًا صعبًا يحسب له حساب. بعض المحللين وصف الحالة بأنها مازالت في وضع التبلور وان شكلها النهائي مازال غير جاهز للظهور لسطح الأحداث إلا أن جنينا قد بدأ في النمو والتكوين وينتظر الخروج إلي فضاء النور والأحداث وان هناك شيئًا ما يتم التجهيز له علي مهل حتي يكون خروجه مفاجأة تستحق ان يحسب لها حساب، لكنهم يؤكدون أن التصويت الكيدي لصالح مرشح منافس هو السيناريو الأقرب إلي الصحة الذي يمكن ان تلجأ إليه جماعة الإخوان. ورغم ظهور المرشح المثير للجدل المستشار مرتضي منصور علي ساحة المرشحين الرئاسيين إلا أن كثيرين يرون ان وجود مرتضي منصور لن يغير كثيرًا في معادلة الانتخابات لانه لن يحصل إلا علي بعض الأصوات التي كانت ترفض الخروج أصلا والتي لا يوجد لها توجه سياسي معين خاصة ان مواقفه المعلنة في السابق كانت تصب لصالح المشير عبد الفتاح السيسي. الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يري ان الإخوان ليس من مصلحتهم المقاطعة وان المقاطعة لن تكون هي السيناريو الذي ستأخذ به الجماعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن المقاطعة لن تحقق لهم أي مكاسب سياسية علي أرض الواقع خاصة ان حضور أي عدد من الناخبين لن يبطل الانتخابات، فحضور 30% أو حتي 20% سيمرر الانتخابات الرئاسية فحضور أي عدد من الناخبين لن يؤدي إلي بطلان العملية الانتخابية. ويضيف: انني أتوقع ان يقوم الإخوان بإعطاء أصواتهم لأحد المرشحين الرئاسيين ولن يكون بالطبع المشير السيسي والمفترض هنا ان يحصل المرشح المنافس حمدين صباحي علي تلك الأصوات حتي لا يظهر أمام المجتمع المحلي والدولي ان المرشح السيسي نال أغلبية كاسحة وان يصبح الفارق ما بين المرشحين بسيطا. ويكشف الدكتور علوي ان السيناريو الآخر الذي من الممكن ان تلجأ إليه جماعة الإخوان ومن يناصرونهم هو المرشح البديل الذي يحصل علي كل أصوات الجماعة وأصوات مؤيديها، وهنا تظل التكهنات هي الأمر الواقع الذي سيزيل غموضه الأيام القليلة المقبلة. ويؤكد المستشار أحمد مكي وزير العدل الأسبق ان الإخوان قد حسموا رأيهم بشكل معلن منذ وقت بأنهم لن يشاركوا في أي انتخابات حالية وان أي تكهنات بأنهم سوف يعطون أصواتهم لمرشح معين دون غيره غير مبنية علي أسس سليمة وواقعية لأنهم يعتبرون ان كل ما يجري علي الساحة السياسية الآن هو مخالف للشرعية وانها مبنية علي انقلاب عسكري. وحول ما إذا كان يتوقع ان تذهب أصواتهم إلي المرشح حمدين صباحي أوضح مكي ان هذا كلام يفتقد للمنطق ولا يتوقع صحته لأن الخلاف السياسي المعلن ما بين الإخوان وحمدين واضح وإذا أراد الإخوان ان يدعموا مرشحًا فسوف يكون منتميًا لنفس التيار الذي يعبر عنهم خاصة ان تصريحات حمدين مؤخرًا لم تكن تؤدي إلي هذا الاتجاه.