أوضح مصدر قضائي بارز أن محكمة جنايات القاهرة استخدمت الرأفة في حكمها ضد هشام طلعت مصطفي رجل الاعمال بعد تنازل أولياء دم المجني عليها المطربةاللبنانية سوزان تميم عن دعواهم، وأن الحكم جاء بعد اطمئنان المحكمة لإدانة المتهمين استنادا إلي مختلف أدلة الإثبات. ونفي المصدر تجاهل هيئة المحكمة في قضية هشام طلعت مصطفي طلبات محاميه، مؤكدا في المقابل لجوء المحامين إلي طرح طلبات بغرض التسويف وإطالة أجل القضية وبالنسبة لعامل التوقيت، أكد مصدر أن المحكمة لم تصدر حكما مفاجئا، كما بدا للمتهمين ودفاعهما، بل لجأت إلي استخدام حقها الأصيل في إصدار الحكم في أي مرحلة مادامت انتهت من سماع مرافعة النيابة والدفاع، واستمعت إلي أقوال شهود الإثبات والنفي. كانت المحكمة برئاسة عادل عبدالسلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد والدكتور أسامة جامع قد قضت الثلاثاء بسجن هشام طلعت لمدة 15 عاما، وسجن محسن السكري ضابط أمن الدولة السابق لمدة 25 عاما و3 سنوات أخري عن جريمة إحراز سلاح. ومن المقرر أن تعلن المحكمة حيثيات الحكم خلال ثلاثين يوما من صدوره، وينتظر أن تشمل الحيثيات ردودا قاطعة علي كل ما أثاره دفاع المتهمين. وفي تعقيب منه علي الحكم، قال بهاء أبوشقة محامي هشام طلعت إن هيئة المحكمة أخلت بحق الدفاع في طرح مرافعته، وأكد أنه كان يعتزم مطالبة المحكمة بمعاقبة موكله بالسجن ثلاث سنوات فقط وفقا لقانون دولة الإمارات بعد تنازل أسرة القتيلة. يشار إلي أن محكمة الجنايات الأولي التي باشرت محاكمة هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري، قد قضت بإعدامهما في 21 مايو 2009 بعد أن انتهت إلي إدانة السكري بقتل سوزان تميم عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وإدانة هشام طلعت مصطفي بتحريض السكري علي قتلها والاتفاق معه ومساعدته علي ذلك، غير أنهما طعنا علي الحكم أمام محكمة النقض التي قضت بإلغاء الحكم وإعادة محاكمتهما من جديد، والتي تحدد لها دائرة المستشار عادل عبد السلام جمعه الذي أصدر حكمه المتقدم. وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة حيث نسبت إلي محسن السكري انه ارتكب جناية خارج القطر المصري وهي جريمة قتل المجني عليها سوزان عبد الستار تميم عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن عقد العزم وبيت النية علي قتلها، وقام بمراقبتها ورصد تحركاتها بالعاصمة البريطانية لندن، ثم تتبعها إلي إمارة دبي بدولة الإمارات العربية، حيث استقرت هناك. وأضافت النيابة أن السكري أقام بأحد الفنادق بالقرب من مسكن تميم واشتري سلاحا أبيض - سكين - أعده لهذا الغرض، ولما أيقن تواجدها بشقتها توجه إليها وطرق بابها زاعما انه مندوب الشركة مالكة العقار الذي تقيم فيه، وذلك لتسليمها هدية وخطاب شكر من الشركة، واثر ذلك فتحت له باب شقتها، وما أن ظفر بها حتي انهال عليها ضربا بالسكين محدثا بها إصابات لشل مقاومتها، وقام بذبحها قاطعا الأوعية الدموية الرئيسية والقصبة الهوائية والمريء مما أودي بحياتها علي النحو المبين والموصوف بتقرير الصفة التشريحية والتحقيقات، وكان ذلك بتحريض من المتهم الثاني هشام طلعت مصطفي مقابل حصوله منه علي مبلغ نقدي 'مليوني دولار' ثمنا لارتكاب تلك الجريمة. وأضافت النيابة أن المتهم الثاني هشام طلعت مصطفي، اشترك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في قتل المجني عليها، انتقاما منها وذلك بأن حرضه واتفق معه علي قتلها واستأجره لذلك مقابل مبلغ 'مليوني دولار'، وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها، وسهل له تنقلاته بالحصول علي تأشيرات دخوله المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة لتتبع المطربة وقتلها، فتمت الجريمة بناء علي هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة علي النحو المبين بالتحقيقات.